رُبَّ ضارّةٍ نافعة



ما ورد بالأمس على قناة الجزيرة في برنامج الاتّجاه المعاكس على لسان الشّبّيح الحاقد المدعو جوزيف ابو فاضل كلام خطير ينبغي الوقوف عنده مطوّلاً لدلالاته البعيدة وكشفه السّتارة عن حقيقة ما تخفيه صدور شريحة من مواطني عالمنا العربي من الّذين يدينون بالنّصرانيّة...
"قد بَدَتِ البغضاءُ من أفواهِهم وما تُخفي صُدورُهم أكبر"

إنّ الحقد الدّفين الّذي نطق به هذا الأحمق، والحماقة في مثل هذه الحالات مفيدة ؛لأنها تكشف عن مكنونات نفسيّة موتورة تتحكّم بها الكراهية البغيضة والعصبيّة العمياء والعنصريّة الهوجاء...يقلب الطّاولة على كلّ من راهن على نظريّة التّعايش السّلمي وحسن الجوار بين الطّوائف، بل وعلى مبدأ التّسامح والمحبّة تحت سقف الوطن الواحد والدّولة الرّاعية لحقوق ومصالح مواطنيها على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم وتوجّهاتهم..

وعليه، أطالب بإقامة دعوى قانونيّة لمحاسبة ومحاكمة المدعو جوزيف ابو فاضل على عجل بتهمة المساس بالأمن السّلمي وتهييج الرّأي العام للفتنة الطّائفيّة وإثارة النّعرات والكراهية والأحقاد بين الطّوائف، وأقترح وأطالب الأستاذ طارق شندب نفسه بإقامة الدّعوى هذه..

كما أدعو ممثّلي وفعاليّات الطّائفة المسيحيّة على اختلاف مذاهبها استنكار وإدانة هذا الكلام والبراءة من الموقف الصّادر من هذا الشّخص الأهوج الموتور، والتّعبير بصراحة لا تحتمل التّأويل أو اللّبس عن رفضهم القاطع والمبدئي له ولتوجّهاته العنصريّة والعصبيّة البغيضة في المبنى والمعنى، وذلك لإزالة بذور الحقد والكراهية والإصطفاف الأممي على أساس من العنصريّة الطّائفيّة الّتي دعا لها بصراحة ووقاحة لا لبس فيها ولا غبش..

ما حصل بالأمس خطير ويلامس الإرهاب بمفاعيله النّفسيّة والتّحريضيّة وحتّى الفعليّة على الأرض لعواقب قد يكون مسبّباً لها ومؤجّجاً لنفوس فاعليها، والمصلحة العليا للوطن ولطوائفه ولمبدأ التّعايش السّلمي بين مكوّنات وطننا لبنان بل الوطن العربي كلّه تقتضي بأن يوقَفَ هذا الأرعن عند حدّه درءاً للفتنة، وليكون عبرة لمن يلعب بنار تأجيج الأحقاد والتّهييج الطّائفي...

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين