راعي غيرة زوجك

محمد رشيد العويد

 
يشتكي كثير من الأزواج ضعف غيرة زوجاتهم على أنفسهن وبناتهن وبيوتهن ، في الوقت الذي تشتد فيه غيرتهن على أزواجهن .
فهذا زوج يقول لي : لا أعود إلى بيتي ليلاً إلا وأجد الستائر مفتوحة والمصابيح مضاءة ؛ فأقول لزوجتي غاضباً ، وأنا أسد الستائر بنفسي : كم أتمنى أن أعود إلى البيت لأجدك قد أسدلت الستائر ! كيف تجلسون والمصابيح مضاءة ؟!
 
ويقول زوج آخر : حين أخرج مع زوجتي إلى سوق أو مطعم أو غيرها من الأماكن التي يكون فيها رجال .. ينحسر شيء من حجاب زوجتي أو ثوبها دون أن تشعر ، أو تبتسم أو تنظر بشكل لا يليق بها باعتبارها امرأة محجبة ملتزمة ، فأنبهها إلى ذلك فتنكر عليَّ ولا تستجيب لي .
 
ويقول زوج ثالث : حين يزورنا أهل زوجتي فإنها تظهر أمام إخوانها الشباب بثياب تكشف كثيراً من جسدها ومفاتنها .. فأوجهها – بيني وبينها – إلى ضرورة أن تحتشم في لباسها فتستنكر عليَّ وتقول : ما لك ؟ هؤلاء إخوتي !
ويقول زوج رابع : يصدف ونحن عائدون إلى بيتنا أن نلتقي جارنا فأسلم عليه ، فأفاجأ بزوجتي تسلم عليه سلاماً حاراً وتبتسم في وجهه وتسأله عن زوجته وأبنائه ... وبعد أن ندخل بيتنا أنهر زوجتي وألومها على مثل هذا السلام الذي لا داعي له .. فتصرخ في وجهي وترفض لومي وتتهمني بأنني أغار من جارنا !
 
واسمحن لي ، أيتها الزوجات الفاضلات ، أن أوافق أزواجكن على غيرتهم عليكن ، وأرجو أن تتأملن معي ما يلي :
 
أولاً : الغيرة دليل على الحب ، فلولا أن زوجك يحبك ما غار عليك . ومن هنا فإن عليك أن تفرحي بغيرة زوجك ولا تنزعجي منها .
 
ثانياً : كل ما لاحظه الأزواج الأربعة على زوجاهم متفق مع دعوة الإسلام إلى الستر والعفاف والحشمة ؛ فينبغي أن لا تضيقي مما يدعو إليه الإسلام ويأمر به إذا صدر عن لسان زوجك .
 
ثالثاً : بناتك يتعلمن منك ، فإذا حرصت على إسدال الستائر مع غروب الشمس ، وحافظت على حجابك وراقبت تصرفاتك خارج بيتك ، فإنهن سيقتدين بك ويفعلن مثلك .
 
رابعاً : أنت مأمورة بطاعة زوجك في ما ليس فيه معصية لله تعالى ، وما أحسب أن في ما أخذه هؤلاء الرجال الأربعة على زوجاتهم معصية لله تعالى ...
 
خامساً : غير قليل من الخلافات الزوجية تبدأ من إصرار الزوجات على أخطائهن هذه ورفضهن ما يوجههن إليه أزواجهن من الستر والحشمة والعفاف وعدم الخضوع في القول .
 
وفقكن الله إلى كل خير ، وحفظكن من كل شر ، وألَّف بينكن وبين أزواجكن .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين