ذكرى انطلاقة حماس الـ22 - رحلة مع الصراع العربي الصهيوني

مع الذكرى الـ 22 لانطلاقة حركة حماس

رحلة مع الصراع العربي الصهيوني من سنة 1948

بقلم: الدكتور محمد شندب



بعد نكبة عام 1948، قامت «إسرائيل» على أرض فلسطين العربية واعترفت بها الدول الكبرى في العالم. ثم قامت إسرائيل بتشريد الشعب الفلسطيني بعد المجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية ضد السكان الآمنين وأصحاب الأرض.
- لقد استفادت إسرائيل من حالة التمزق والشرذمة التي تعيشها الأقطار العربية من أجل تحقيق أهدافها في السيطرة على المنطقة العربية الممتدة من الفرات الى النيل. وفي هذا الاطار كان العدوان الثلاثي على مصر سنة 1965م.
- ومع تصاعد الموجة القومية واليسارية في العالم العربي شنّت إسرائيل في الخامس من حزيران 1967 حرباً خاطفة على مصر وسوريا والأردن، فاحتلت الضفة الغربية والقدس وغزة وصحراء سيناء ومرتفعات الجولان السورية.
المقاومة الفلسطينية
- كشفت حرب 1967م هشاشة الأنظمة الحاكمة في دول الطوق، فانطلقت حركة الكفاح المسلح الفلسطيني بقيادة حركة فتح التي تمركزت في الأردن حتى أيلول سنة 1970م. وبعد الصدام الدامي بين الجيش الأردني والمنظمات الفلسطينية انتقلت المقاومة الفلسطينية الى الجنوب اللبناني.
- بعد حرب تشرين 1973م عقدت مصر مع إسرائيل اتفاقية سلام واستردت صحراء سيناء وانسحبت من حلبة الصراع العربي - الصهيوني.
- بعد دخول المقاومة الفلسطينية الى لبنان تأزمت الأوضاع السياسية واندلعت الحرب الأهلية التي تحولت الى حرب طائفية أكلت الأخضر واليابس وذهب ضحيتها ما يزيد على مائتي ألف مواطن. ثم تدخلت الجامعة العربية وأرسلت قوات الردع العربية سنة 1976 لحفظ الأمن واقرار النظام. وبعد انسحاب القوات العربية تسلمت المهمة قوات الردع السورية التي بقيت في لبنان حتى سنة 2005م.
- احتلت اسرائيل جنوب منطقة الليطاني سنة 1978 رداً على الهجمات التي كان ينفذها الفدائيون ضد الكيان الصهيوني من لبنان.
- وفي سنة 1982 شنّت إسرائيل حرباً شاملة على لبنان واحتلت العاصمة بيروت، مما أدى الى انطلاق المقاومة الإسلامية التي أجبرت الجيش الصهيوني على الإنسحاب الى الشريط الحدودي، ثم الانسحاب نهائياً في عام 2000م.
- شكل الانتصار الذي حققته المقاومة الإسلامية على الكيان الصهيوني صدمة لمشروع إسرائيل الكبرى، لذلك شنت عام 2006م حرباً على المقاومة والأراضي اللبنانية. ورغم الدمار الكبير الذي سببته آلة الموت الصهيونية، فإن صمود المقاومة أفشل العدوان الصهيوني.
- أما على صعيد الكفاح الفلسطيني، فقد اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بالكيان الغاصب في الأرض التي احتلتها إسرائيل سنة 1967م.
- ورداً على خط التراجع فقد انطلقت الانتفاضة الفلسطينية في 8 كانون الأول سنة 1987، ومعها انطلقت حركة حماس التي حملت لواء الجهاد والمقاومة من أجل تحرير كل فلسطين من البحر الى النهر.
حركة حماس في السلطة
- استطاعت حماس خلال فترة وجيزة من الزمن أن تشكل حالة جهادية التف حولها الشعب الفلسطيني من خلال الانتخابات العامة التي سمحت لحماس بتشكيل حكومة وحدة وطنية. إلا أن إسرائيل ومن يدعمها تمكنت من خلال بعض أعوانها أن تشق وحدة الشعب الفلسطيني، وبالتالي كان العدوان على غزة  من أجل القضاء على حماس وعلى مشروع الجهاد في فلسطين.
ورغم عدم التكافؤ في موازين القوى فقد صمدت غزة وصمدت حركة المقاومة الإسلامية ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال، ولا تزال غزة صامدة رغم الحصار الظالم من العدوّ والصديق.
- حركة حماس اليوم تمثل رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني.
- وبعد أربعين سنة من المعاناة والمكابرة في مواجهة الغطرسة الصهيونية، أثبتت أنها الحركة التي تمثل طموح الشعب الفلسطيني وطموح الأمة الإسلامية.
إن مشروع الجهاد في فلسطين يتوقف على مدى صمود المقاومة الإسلامية ومن معها من فصائل المقاومة في غزة.
والأمة اليوم بجميع قواها، عليها أن تشمّر عن سواعد الجد في دعم المقاومة ضد المشروع الصهيوني الذي تدعمه القوى الغربية.
والشعب الفلسطيني مطالب بمزيد من التلاحم مع الحركة الإسلامية - التي تشكل حركة حماس طليعتها - كي تستطيع تحرير فلسطين وتحصين العالم العربي في مواجهة المشروع الصهيوني.
مجلة الأمان

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين