دمعة على فراق الشيخ الحبيب منير الغضبان رحمه الله

 

رحمك الله يا أبا عامر فلقد كنت نبراساً يقتبس من نوره في عصر ادلهم فيه الظلام ...

لقد كنت في عالم التربية إماماً يقتدى بحالك قبل مقالك ..

وكنت في نشر شذى سيرة الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم وتحبيبه إلى قلوب المسلمين ، واستنباط العبر والدروس من سيرته مجلياً ... فجزاك الله تعالى عن نبيك خير الجزاء .

كنت تحمل هم الأمة بوجه عام ، وهم القضية السورية بوجه خاص .. فكان لايهنأ لك عيش وأنت ترى وتحس بالظلم الذي وقع على الأمة ورزحت تحت وطأته أنحاء كثيرة من وطنا الإسلامي .. وأشده ماوقع في وطنك سورية الذي مازلت محروماً من شم تربته حتى لقيت ربك .

فكم كتبت ونشرت وجاهدت بكلمتك منافحاً عن حق شعبك السوري في ممارسة دينه وحريته وكرامته .

فجزاك الله عن سورية وشعبها وعن الأمة كلها خيرًا .

هذه الهموم الكثيرة التي ينوء بحملها الجبال فلذت كبدك وألزمتك الفراش زمناً طويلاً ... إلا أنها لم تمنعك أبداً من جهادك ، وتبليغ الحق لكل الناس .

ولو أردنا أن نعدد مناقبك أيها الشيخ الجليل لعجز اللسان وكل اليراع .. فأنى لنا أن نعدد مناقب الشمس .

رحمك الله يا أبا عامر رحمة واسعة تغنيك عن رحمة من سواه ... لقد عشت كريماً .. ومت كريماً .. وتحشر يوم القيامة عند الله كريماً بإذن الله .

اللهم لاتحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله ... واجمعنا به على منابر النور تحت ظل عرشك إخوة متحابين في الله ؛ مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقاً .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين