دفاعاً عن رابطة علماء الشام

 
 
 
بقلم: أبي البراء الحمصي
 
يا أيها العقلاء اسعوا إلى توحيد الكلمة , فالوحدة من أسباب النصر :
لا ندري هل فهمنا تعاليم ديننا فهما مغلوطاً , أم أن علماءنا أوصلوا إلينا تلك التعاليم مغلوطة فقالوا : أن التقوى محلها القلب , وليست القلوب ساحة نخوض فيها متى شئنا , وأن الظاهر لا يدل على ما تكنّه القلوب ؟
ما تعلمناه أن القلب لا يطلع عليه إلا الله تعالى عالم الغيب , لأن الظاهر لا يدل على حقيقة المرء , فحينما يصير المسلم إلى موضوع الحكم على الغير لا يضرّه أن يحتاط , فينظر في الأدلة والقرائن , ويتأمل ويجتهد حتى لا يصدر حكما خاطئاً يندم عليه فيما بعد
ففي اللحظة التي ندعو فيها كل الجهات المجاهدة في سوريا أن توحّد الصفوف وتجتمع تحت راية واحدة عملاً بقول الله تعالى : ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفّاً كأنهم بنيان مرصوص )
وأن تتخّذ من الهيئات الشرعية في سوريا مرجعاً لهم ليكونوا على بصيرة من أمرهم , وعلى رأس تلك الهيئات : رابطة علماء الشام , التي أعاد إنشاؤها ثلة من أكابر علماء الشام .
يطالعنا بعض الذين لا يُعرف لهم أصل ولا فصل , ممن خفي علينا حالهم , فمنهم من لم نعرف إلا اسمه , ومنهم من يتحدث من وراء اسم مستعار زيادة في الجهالة , ثم أتوا لينتقدوا هذه الرابطة المباركة ببعض من انتسبوا إليها من العلماء , بحجة أنهم تأخروا في تأييد الثورة .
أما نحن فنقول : جزى الله خيرًا العلماء الأفاضل الذين أعادوا إحياء رابطة علماء الشام ولا نستثني أحداً منهم , فجزاهم الله عنا كل خير.
ومنهم العلماء كريم راجح وأسامة الرفاعي وسارية الرفاعي والدكتور محمد راتب النابلسي وأحمد معاذ الخطيب وجمال الدين سيروان حفظهم الله تعالى ونفع بعلومهم , الذين كانوا قد وُضِعوا تحت المراقبة المشدّدة فترة من الزمان بداية الثورة , ومنهم من ضُرِب وأوذي , ومنهم من سُجنَ , ومنهم من رحِّل خارج البلاد قسراً, ولم يُسمح لهم بأن يقولوا ما يشاؤون .
وكلام بعض المجهولين الذين لا يعرفون , و الذين يجلسون في دول الاغتراب ،والذين يشنّعون على العلماء في الداخل لأن موقفهم لم يوافق ما يريدونه , لا يضر أعلامنا ورموزنا وعلماءنا الذين أعادوا إحياء الرابطة ومن انتسبوا لها من ذكرت بعضاً من أسمائهم أعلاه
فليت هؤلاء الذين يجلسون في المغترب لينظّروا ويتهجموا على علمائنا كانوا في سوريا ليروا من أنفسهم غير هذا الموقف الذي أخذوه على العلماء وكيف كانوا سيصنعون لو كانوا مكانهم وقد أُرغم كثير منهم على الصمت ومُنعوا من الخطابة أو ضربوا وأوذوا وسجنوا فترة من الزمان .
وطرح مثل هذه المواضيع الآن لا يخدم ثورتنا في شيء , فليس طرحه إلا زيادة في شق الصف , إلى متى سوف نبقى نتحرى المواضيع التي تزيد في فرقتنا وننشرها ؟
نحن فوق صفنا المتخلخل يأتي من يزيده شرخاً , استبشر الناس خيراً بنشوء هذه الرابطة وأيدوها لتكون مع سابقاتها من الروابط الكريمةأصحاب الرأي والمشورة التي يرجع إليها الثوار في الداخل
فيأتي بعضهم ليغرسوا كرهها في قلوب الناس !!!
ترى هل شق هؤلاء الصدور وعرفوا مكنوناتها حتى أطلقوا الحكم وأعلنوا بأن هذا العالم أو ذاك تأخر عن نصرة الثورة لأنه مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ؟
أم عرفوا بأن هذا العالم أو ذاك ما انشق عن صبغة نفاق إلا ليصطبغ بصبغة نفاقٍ من نوع آخر ؟
أم أن تهجمهم الآن على هؤلاء العلماء لغاية في نفوسهم ؟
ألم يقرؤوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أَفَلاَ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لاَ » مسلم
إن أخطأ الإنسان في وصف امرء بالصلاح وحسن الطوية , أهون من أن يصفه بالكفر والخيانة
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينهنا عن وصف المسلمين بالصلاح , ولكنه شدّد في النهي عن تكفير الناس واتهامهم !!
نعم نحن وضعنا لا يحتمل الألوان فإما الأبيض وإما الأسود , لكنّ لكل منا عذره .
ثم لماذا لا ينزل هؤلاء المغتربون الذين يشنعون على غيرهم إلى ساحات القتال حتى نرى بأسهم الذي لم نره في النابلسي وغيره ؟
المغتربون إما أن يقولوا خيراً أو ليصمتوا , فالمعركة لا تحتمل زيادة في شق الصف.
.وغربلة الناس وتصفية الشوائب إما أن تكون في مكانها وفي وقتها وبناءً على صدقٍ في القول وتثبتٍ من الخبر , أو ليبلع المغربل لسانه حتى لا يسيء فيجعل القلوب تمتليء حقدا وكراهية
اليوم يجب علينا أن تتضافر جهودنا وأن تتركز مساعينا في توحيد كلمة المجاهدين , ولم شملهم
لأن الفرقة والاختلاف لا يؤدي إلى أمرين خطيرين :
1 – ذهاب القوة وضياعها
2 - الفشل المحتم الذريع
قال الله تعالى : ("ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"الانفال/46
نسأل الله تعالى أن يوحد صفنا وأن يجمع كلمتنا على بره وطاعته
وأن ينصرنا نصرا عزيز قريبا مؤزراً

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين