دعوة للتكاتف والوفاء

تتعدد أسباب العلاقات الناشئة بين بني البشر، فبعض الناس تجمعهم المصلحة، وبعضهم يجمعهم التعصب للون أو لعرق أو لسان، وهذا النوع من الروابط له وعليه، وأما أفضل الروابط على الإطلاق فهي العلاقة القائمة على حب في الله وإعلاء لكلمته، لذلك جاء في الحديث الشريف «إن أوثق عُرى الإيمان أن تُحبَّ في الله، وتُبغِضَ في الله»..

ذكر الشيخ القرضاوي أن ما يجمعه مع تلامذته، وما يجمع بعضهم ببعض، هي علاقة متعددة الصفات فهي علاقة علمية، دعوية، فكرية، وإنسانية، لذلك شدد الشيخ على أن يتواصل الإخوة فيما بينهم، خذ رقم أخيك أو عنوان بريده، أو حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، عزِّه إن لمَّ به عزاء، وهنئه إن حلَّ بداره فرح..

ذكر الشيخ تلميذه الشاب العراقي الخلوق الدكتور حسن علاوي السامرائي، الذي حضر في ملتقًى فائت، ومات وهو في ريعان الشباب، وقد أصدر الشيخ يومها بيان تعزية به، ودعا له بالمغفرة والقبول، وطلب من الإخوة أن يتواصلوا مع ذويه..

كما لم ينس الشيخُ الأخ الدكتور أكرم كساب الأمين العام لرابطة تلاميذ القرضاوي، المعتقل في سجون الانقلابيين في مصر، ولما انتخب الإخوة مجلساً جديداً للرابطة رشحوه وانتخبوه، وهو الآن أحد أعضاء مجلس الرابطة، فك الله أسره، وأعاد لبلاده شرعيتها..

إن حفظ الود من شيم الأوفياء، والاعتراف بالجميل جميل، وهذه من أنبل صفات البشر، تذكروا كيف حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة معروفها وجميلها فقال عنها: «...مَا أَبْدَلَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ».

وتأملوا قول النبي صلى الله عليه وسلم في صاحبه في الغار: « إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ لاَ تُبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلاَّ خَوْخَةَ أَبِى بَكْرٍ»

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين