درة مساجد اللاذقية وقلعتها الشامخة جامع المغربي

 

ويسمى أيضا جامع النور هو مسجد يقع على الطرف الجنوبي لتلة القلعة في مكان يشرف على مدينة اللاذقية في سوريا يقع إلى جانبه باب القلعة وهو آخر الأبواب المتبقية من قلاع مدينة اللاذقية الثلاث. وتقع خلف الجامع مقبرة تسمى باسمه أيضاً "مقبرة المغربي.

يعد جامع المغربي من أجمل جوامع اللاذقية وأكثرها زخرفة، ويتميز الجامع بحفاظه على الطراز الذي بني عليه دون أي إضافات تذكر. وللجامع مدخلان:

المدخل الرئيسي: غربي تتقدمه (82) درجة تتخللها (3) استراحات، و ينتهي بالباب الرئيسي وهو باب خشبي كبير يعلوه قوس حجري مع لوحة حجرية مكتوب عليها:

 

جامع النوري جلاء الكرب أحمدي فيه بنيل الأرب

 

قد بناه أحمد الفضلي الذي حاز بالأستاذ أعلى الرتب

 

ومقام القطب فيه أشرقت منه أنوار الإمام المغربي

 

وبه حاجات تقضى فاسألوا كل خير واجهدوا في الطلب

المدخل الثاني: شرقي ويصعد إلى هذا المدخل من الجهة الجنوبية أيضا بـ(17) درجة بعدها قوس حجري, تم تركيب الحجر فيه بطريقة معمارية مميزة وجميلة. ويفتح الباب الشرقي على ساحة كبيرة مستطيلة الشكل في وسطها بركة مستطيلة قليلة العمق.

 

يوجد إلى جوار البركة تاج عمود قديم كورنثي مفرغ من الداخل ليتم الوصول عبره إلى خزان ماء يقع أسفل البركة.

 

والجدار الغربي للجامع هو الواجهة الرئيسية و يقسمه المدخل الرئيسي إلى قسمين يمين و يسار الباب . و توجد على هذا الجدار من جهة اليسار 6 نوافذ تطل على الغرب. وإلى يمين الباب الغربي توجد فسحة مسقوفة بأقواس حجرية على شكل نجمي يصعد إليها بدرجتين في وسطها جرن رخامي سداسي الشكل على شكل نافورة.

 

وتنتصب المئذنة بين الإيوان والحرم ويقع بابها في ساحة المسجد ويتم الوصول إليها عبر درج حجري حلزوني و هي مؤلفة من اثني عشر ضلعا يحيط بها طوق حجري مزخرف و قد كتب على لوحة على جدار المئذنة:

 

منارة بالنور ضاءت وبها الحسن تناهى

 

فهي تجلى كعروس فانظروا حسن سناها

 

للرخى أرخت قصدا أحمد الفضل بناها

 

أما شرفة المئذنة فهي خشبية، تستند على مقرنصات حجرية زخرفية جميلة تعلوها قبة حجرية صغيرة و قد ضربت صاعقة مئذنة المسجد سنة "1909"م فأطاحت بها ثم أعيد بناؤها مجدداً.

أما المصلى فيتم الدخول إليه من الفسحة السماوية عن طريق باب خشبي عريض يبلغ "2.5" متر يعلوه قوس حجري مع زخرفة على شكل مستطيل يحيط بالباب كإطار تعلوه لوحة مستطيلة الشكل محاطة بزخرفة، وتوجد فتحتين إلى يمين و يسار اللوحة على شكل نجمة سداسية على يمين و يسار الباب الرئيسي للمصلى نافذتين تطلان على الساحة ، و يوجد فوق الباب سدة خشبية و هي عبارة عن مقصورة خشبية مزينة بزخارف ملونة بأسلوب فني معرف بالنقش العجمي و كانت تستخدم لخطبة الجمعة.

 

و لغرفة الضريح باب واحد و هي غرفة مربعة الشكل يتوسطها مقام الإمام المغربي و بجواره قبر تلميذه أحمد الحلبي ، تعلو الجدران الأربعة للضريح أقواس حجرية ، أما عن سقف الضريح فهو عبارة عن قبة محمولة على مضلع ثماني، بكل ضلع نافذة خشبية و توجد داخل الضريح ساعة خشبية مهداة من أحد السلاطين و هي بحالة جيدة و مازالت تعمل حتى الآن وتوجد على الجدار الفاصل بين غرفة الضريح والمصلى نافذتان مطلتان على المصلى و مغلقتان بقضبان نحاسية و أرضية النافذة مبلطة بالرخام.

 

ولا بد من ذكر ان من وهب الارض لبناء هذا الجامع المنيف كانت المرأة الصالحة مريم خبازة واختها زمزم خبازه رحمهما الله حيث اقترح الشيخ صالح الطويل شراء الحقل لدفن الشيخ المغربي به وكان ملكا للاختين المذكورتين وبعد دفنه رحمه الله شرع في بناء المسجد تلميذ الامام المغربي الشيخ احمد الحلبي رحمهما الله ولذلك قصة تعد من احد كرامات الشيخ المغربي طيب الله ثراه.

 

كان امام المسجد في القرن الماضي فضيلة الشيخ الضرير محمد كامل شريقي رحمه الله كما كان خطيب المسجد فضيلة الشيخ نقيب الاشراف محمد عماد الدين ازهري ومن بعده اخيه فضيلة الشيخ حسين ازهري رحمهما الله. ومن قبلهم استلم علماء ال الطويل الامامة والخطابة والتدريس بهذا المسجد المنيف كالعلامة الكبير الشيخ صالح الطويل والعلامة الشيخ شكري الطويل رحمهما الله وكان اخرهم الشيخ الفاضل عبد الرحمن الطويل حفظه الله.

 

مستسقاة من

من ويكيبيديا الموسوعة الحرة ومن مقالات الاستاذ المؤرخ ياسر صاري حفظه الله

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين