هذا الكتاب
في أصله رسالة ماجستير، وكتاب (مشكل إعراب القرآن) من تأليف الإمام مكي بن أبي
طالب المتوفى 437 هـ، وقد أشرف على هذه الدراسة العلامة الأستاذ: محمد عبد الخالق
عُضَيمة – رحمه الله -.
الحمد لله
كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على
سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد، فقد كان يراودني أمل كبير
في أن أكون جندياً من جنود القرآن، أعيش في ظلاله، وأحيا في رحابه، فوفقت إلى هذا
الموضوع وهو دراسة نحْوية لمشكل إعراب القرآن
لمؤلفه مكي بن أبي طالب، وحينما بدأت السير في طريقه والعمل في ميدانه، شمرت على ساعد الجِد ؛ لأن
خدمة القرآن تحتاج إلى مزيد من الجهود الصادقة، والجهاد المضني، والدأب المستمر،
والإخلاص العميق، ولكن العناء في سبيل العلم لذة، والتعب من أجل المعرفة سعادة.
أما خطة
البحث فهي في ستة أبواب:
الباب
الأول يحتوي على فصلين، الفصل الأول في مولد مكي ونشأته، ونسبه، وصفاته وشعره، وشيوخه،
وتلاميذه.
والفصل
الآخر قصرته على ثناء العلماء على مكي، ومؤلفاته وتقويم تلك المؤلفات.
والباب
الثاني في ثلاثة فصول، تحدثت في الفصل الأول عن وصف كتاب المشكل، ومنهج الكتاب، ثم
قدمت صوراً من منهج الكتاب.
أما الفصل
الثاني فقصرته على أثر الكتاب، ثم عقدت مقارنة بين كتاب البيان في غريب إعراب
القرآن، وبين مشكل إعراب القران، وبين المشكل وإعراب القرآن لأبي جعفر النحاس،
ورددت على الدكتور العراقي حاتم صالح الضامن محقق كتاب المشكل.
والفصل
الثالث احتوى على فِقرتين: الأولى أنّ هناك آراء نحْوية في المشكل لم تذكر مصادرها
فذكرتها، والأخرى كانت هناك آراء غير منسوبة لأصحابها فنسبتها وأشرت إلى مصادرها.
والباب
الثالث ذكرت فيه اشتغال العلماء من بعد مكي بكتابه (المشكل) بين متعقب له وناقل منه أمثال ابن هشام في
كتابه المغني، وابن الشجري في أماليه، وأبي حيان في بحره المحيط .
أما الباب
الرابع والخامس فقد كانا أهم أبواب البحث.
ففي الباب
الرابع تناولت دراسة الكتاب على حسب أبواب النحو والصرف الواردة في الألفية.
كنت أستقصي
الآيات المتعلقة بكل موضوع من موضوعات النحو، ثم أنظر فيها معلقاً عليها: هل كان
مع البصريين أم مع الكوفيين وهكذا...
أما الباب
الخامس فإنه يحتوي على ثلاثة فصول:
تحدثت في
الفصل الأول عن القضايا النحْوية من مصادر بصرية، ورد مكي لأقوال نحاة بصريين،
وموقفه من الكوفيين، ورده لكثير من آرائهم، ثم بينت أنّ مكياً يجل شيخ العربية
سيبويه، لكنه لا يقلده تقليداً أعمى، بل يتناول آراءه بالتدقيق والتمحيص، حتى بدا
لي أنه يرد عليه في موضعين، وخلصت إلى مذهبه النحْوي، وهو مذهب المحققين من
العلماء، أمثال ابن مالك، وأبي حيان الذين يتعبدون بالمذهب مقلدين له، بقدْر ما
يدرسون الراي وينعمون النظر فيه ويدققونه.
والفصل الثاني
قصرته على التوجيهات التي انفرد بها مكي دون غيره من المعربين.
أما الفصل
الثالث فقط كان بين مشكل إعراب القران وكتب إعراب القرآن الأخرى، من مثل البحر
والكشاف والتبيان والجمل والبيان ومعاني القرآن؛ لأنني كنت أحيل كل توجيه للآية
إلى تلك الكتب وغيرها.
أما الباب
السادس والأخير فقد كان تقويماً للكتاب، وقد احتوى ثلاثة فصول:
الفصل
الأول ذكرت فيه الآيات التي أخطأ مكي في إعرابها، والمشكلات التي ذكرها مكي ولم
يذكرها المعربون، والآيات المشكلة التي بنى لها المفسرون قواعدَ نحْوية ولم يذكرها
مكي في كتابه المشكل، والمشكلات التي لم يعرض لها مكي، والمسائل المشكلة التي أبدى
مكي النظر فيها.
والفصل
الثاني كان تصويباً لما جاء في الكتاب من لغة ونحو وصرف وقراءات واضطراب في موضع
الآية.
وقد ذكرت
في هذا الفصل ثلاثة أسباب اقتضت طول الكتاب، من مثل التكرار وإيراد ما لا يتعلق
بالإعراب، وإعراب الواضحات.
والفصل
الثالث ذكرت فيه كثيراً من النتائج التي توصلت إليها.
وختاماً:
أدعو الله تبارك وتعالى أن يرحم أستاذنا المشرف فضيلة العلامة الشيخ محمد عبد
الخالق عضيمة رحمة واسعة، وأن يكثر من أمثاله؛ لما بذله من جهود صادقة في إعداد
رسالة الماجستير هذه، فقد غمرني بصبره، ومنحني الكثير من صبره، ومن وقته.
اللهم اجعل
عملي هذا خالصاً لوجهك ينفعني يوم الفزع الأكبر، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول