أرسل إلي هذا التسجيل المرئي أحد الأصدقاء يقول: ما رأيك في كلامه ؟
فأجبته بالآتي:
أرى انه قد حجَّر واسعا.
لا شك أن القيام والدعاء والقرآن هو من أظهر ما تُحيى به ليلة القدر.
ولكن لا دليل على حجب خيريتها عن الأعمال الصالحة الأخرى، كالصدقة وبر الوالدين والإصلاح بين الناس، وتعليم الخير، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر...
فماذا لو كان المسلم مرابطا على ثغر، أو منهمكا في أداء العمرة في ليلة القدر، هل يُحرَم خيرية ليلة القدر في رباطه أو عمرته؟
بل إن من أهل العلم من أدخل صيام نهارها في خيريتها المتميزة.
ثم يلاحظ أن المتحدث أصلحه الله، لم يقل هذا الكلام في سياق شرح نص شرعي ورد في ذلك كما يتبادر.
وإنما جاء كلامه في سياق توضيح كلام الشيخ السعدي المفسِّر، في تفسير ليلة القدر.
وقد جاء كلام السعدي عن خيرية العمل في ليلة القدر مطلقا، حيث قال: فالعمل الذي يقع فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها. اهـ
فأبى الشيخ العصيمي الشارح لكلام السعدي إلا أن يقيد كلامه عن مطلق العمل، بالقيام والقران والدعاء خاصة.
بدعوى أن هذا قصد الشيخ في كلامه.
وأقول: سواء أكان قصد الشيخ السعدي بالعمل القيام والدعاء والقرآن كما زعم العصيمي.
أو كان قصده مطلق العمل كما هو ظاهر كلامه.
فإنه لا يعدو أن يكون وجهة نظر.
لأن كلام السعدي ليس حجة في الأحكام، ولا في تفسير القرآن، ولا ادعى ذلك لنفسه أصلا.
والله أعلم.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول