خواطر في سبيل الله -97-

 

• قال: لي صديقٌ محبوب،

نتزاورُ ونتحابَب، 

ولا يستغني بعضُنا عن بعض،

ولكني جربتُ عليه كذبات،

ونبَّهتهُ إلى بعضها، 

فكان يضحكُ ولا ينتهي،

ويعودُ إلى مثلها!

فقلت: كفَى بالكذبِ سوءَ خُلق،

هو في كِفَّة،

وكلُّ أخلاقهِ الأخرى في كِفَّة،

والكذّابُ عدوُّ الحقّ،

وناصرُ الظلم،

فلا يؤتَمنُ ولا يُطمَأنُّ إليه.

 

• يا بني، 

لا تُكثرْ من الضحكِ حتى لا تغدوَ أضحوكة،

وإذا ضحكتَ فبميزان،

فلا تفتحْ فمكَ حتى الآخِر،

ولا تفسحْ ما بين رجليكَ وفخذيك،

ولا تدمعْ عيناكَ من شدَّته،

ولا تتكلمْ وأنت في هذه الحالات!

 

• يا بني، 

إذا كبرتَ ولم يكبرْ معكَ عقلُك، 

فأنتَ في بلاءٍ وخسران. 

فاتركِ الرفقةَ الصغارَ وكنْ مع الكبار، 

وأقبلْ على العلمِ لتنتفعَ به، 

وجالسِ العلماءَ لتعقلَ وتتأدب، 

وتفكَّرْ وتدبَّرْ لتفهمَ وتكبر.

 

• تأتي فضيلةُ القناعةِ عندما تحاولُ الوصولَ إلى الأفضلِ ولكنك تفشل. 

ولا تعني القناعةُ البقاءَ على الحالِ دون البحثِ عن الأفضلِ أبدًا، 

فهذا كسلٌ وركود، 

وفهمٌ خطأ لمعنى التوكل.

 

• التلاقحُ الحضاريُّ موجودٌ في التاريخِ وفي الواقع،

ويعني أن يستفيدَ شعبٌ من حضارةِ آخرَ ويتفاعلَ معها بصورةٍ ما،

وآفةُ هذا التلاقحِ أهلُ السوء،

الذين ينقلون السيءَ والمنكرَ ويذيعونَهُ في مجتمعهم،

ولا يزالُ هذا ينخرُ فيهم حتى يقطِّعهم،

إذا ارتضَوهُ ولم يلفظوه،

وهذا حادثٌ في عصرنا،

أما المصلحون المعتبرون، 

فيأخذون الحسنَ ويدَعون السيء،

فتزدادُ دولتهم علمًا وقوة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين