خواطر في سبيل الله -90-

 

• فرقٌ بين من يتلذَّذُ بالمطالعةِ وحدها،

وبين من يتلذَّذُ بها مع القهوةِ والموالح،

أو أمامَ الرائي،

فالأولُ يتلذَّذُ بالعلمِ وحده،

ويراهُ كافيًا ليملأ نفسَه،

ولا يَقبَلُ معه شريكًا،

ولا يصرفهُ عنه صارفٌ هنا وهناك،

والآخرُ يريدُ مساعدًا معه حتى يتابعَ القراءة،

أو لا يتلذَّذُ بها وحدها..

أما القراءةُ مع الموسيقى والأغاني،

فمزاجٌ آخرُ فيه هوى..

 

• لو قلتَ لطفل: 

هؤلاءِ عساكرُكَ وجُندكَ فأْمرهم بما تريد،

فإنهم سيفعلون ما تطلبهُ منهم،

فما الذي تتوقَّعهُ أن يقولَ لهم،

قد يقولُ لهم أشياءَ كثيرة،

مضحكةً ومثيرةً وجنونية!

وقد يكونُ من بينها أن يهدموا البيتَ الذي هو فيه على رأسِ مَن فيه!

أو يقول: أحرق.. أو دمِّر.. أو اقتل.. أو اصفع.. أو اهرب..

يقولُ هذا لأنه قليلُ العقل،

لا يقدِّرُ عواقبَ الأمور،

وهذا ما سيقولهُ المجنون!

وهو ما يفعلهُ حقيقةً الطغاةُ والدكتاتوريون بشعوبهم،

فلا سبيلَ لهم إلى الحكم إلا بالظلمِ والقتلِ والتدمير.

 

• ألقَى شبهةً مما اشتبهَ عليه في الإسلام،

ثم طعنَ وخاصمَ وخاضَ في الكلام،

فقالَ له أحدهم: 

أنت تدخلُ في الفروع، 

فهل سلَّمتَ بأسسِ الدينِ وأصوله؟

قال: لا،

فأجابه: إذًا لا فائدةَ من الحوارِ معك،

حتى تؤمنَ بالمبادئ والأساسيات،

ثم يَسهلُ عليك الإيمانُ بالفروع.

قال: ولكنَّ مثلَ هذا يشكِّكني في الدين.

فأجابَه: في الدينِ كلِّه؟

قال: نعم!

فأجابه: يعني إذا سقطَ لولبٌ من آلةٍ في معملٍ كبير،

أو انكسرت حديدةٌ في جهازٍ منه،

هل تحكمُ على المعملِ وكلِّ ما فيه بأنه لا يصلح؟

مع أنه معملٌ صلبٌ وفير،

سبقَ أن أنتجَ ونجحَ وأفاد،

وما زال..

 

• أسلمَ في محرابِ جامعٍ كبير،

والإمامُ يلقِّنهُ الشهادتين،

وهو يرفعُ صوتَهُ بهما،

فاجتمعَ عليه ثلَّةٌ من إخوانهِ المسلمين،

يبتسمون له ويقبِّلونه،

ويرحِّبون به أخًا جديدًا في الإسلام،

ويدعون الله أن يجعلَ ذلك عتقًا له من النار،

وهو يردُّ تحيتَهم برأسهِ وابتسامتهِ الكبيرة،

ويتعجَّبُ من هذا الحبِّ الذي أُحيطَ به،

ويذرفُ دموعًا...

كيف يحبونهُ ويقبِّلونهُ ويضمُّونهُ وهم لا يعرفونه..؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين