خواطر في سبيل الله -9-

• يا بني،

إذا انتظرتَ صديقكَ ليعمل،

وانتظرَ هو لتعمل،

ففيكما خلل،

ولستما ذا همَّةٍ تُحمَد،

فأصلِحا نفسيكما،

لينوِ أحدكما أن يعملَ قبلَ الآخر،

ولْيتقدَّمْ دون أن يُخبرَ صاحبَه،

ودون أن يَشعرَ به،

عند ذلك يُحمَدُ أمرُكما.

 

• يقولُ ربُّنا سبحانهُ وتعالى:

{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} 

[سورة غافر: 46].

وآلُ فرعونَ هم الذين ساندوه،

وقوَّوا مُلكه،

وانتصروا له،

من قادتهِ ومستشاريهِ وأهلِ الرأي عندهُ خاصة،

وسيلقَى جزاءَهم (أشدَّ العذاب) كلُّ من ساعدَ الطغاةَ الجبابرةَ الظالمين،

السفاكين للدماء،

الذين يقتلون الدعاةَ والمجاهدين والضعفاءَ من الناس،

ويسجنونهم ويعذِّبونهم،

ليبسطوا سيطرتهم على الأوطان،

ويكرِّسوا حكمهم وظلمهم على الناس.

 

• هناك من هو أقوى منك،

ومن هو أضعفُ منك،

فمع من أنت؟

كن مع الحق،

مع القويِّ كان أو الضعيف،

 ولا يرهبنَّكَ لأجلِ ذلك قوةُ القوي،

ولا يميلنَّكَ عنه ضعفُ الضعيف،

وليكنْ هذا ميزانك.

 

• الحداثيون والليبراليون والعلمانيون بشكل عام،

يقولون إنهم مسلمون،

أو يُحسَبون عليهم في البلادِ الإسلامية،

ولكنهم ينهجون نهجَ أعداءِ الإسلام،

ويقولون إن الإسلامَ انتهى،

ونحن أبناءُ اليوم،

ونأخذُ بما أخذَ به الغربُ والروسُ والأمريكانُ واليابان،

حتى نتقدَّمَ مثلهم،

ولو كان في ذلك كفرٌ وإلحادٌ وشيءٌ غيرُ الإسلام!

وكأن هذا الدينَ يمنعهم من الأخذِ بأسبابِ العلمِ والتقدمِ والحضارة!

وكأنهم لا يعرفون ديانةَ اليابانِ الخرافية!

وتعدَّدَ الأعراقِ والثقافاتِ في ماليزيا،

وعمائمَ إيرانَ وانحرافَ قادتها،

فهل منعهم كلُّ ذلك من الأخذِ بأسبابِ العلمِ والقوةِ والمنعة؟

لكن الحقَّ أن العلمانيين ومن دارَ في فلكهم في بلادنا،

لا يسعونَ إلى رفعةِ قومهم،

بل هم يلهثون وراءَ المالِ والمنصبِ والشهوة،

بدليلِ تاريخهم الأسودِ في البلاد،

وحكمهم أكثرَ من نصفِ  قرن،

لكن سعيهم هو في القضاءِ على ما تبقَّى من الدينِ عند المسلمين،

وكلامهم في التقدمِ والثقافةِ جدلٌ وتقليدٌ وخصومةٌ وعداوة.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين