خواطر في سبيل الله -79-

 

• انظرْ إلى الربِّ كيف يُثني على عبدهِ إذا أَحبَّه:

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [سورة هود: 75].

أي: إنَّ نبيَّ اللهِ إبراهيمَ صبورٌ متأنٍّ، 

يتحمَّلُ أسبابَ الغضبِ وأذَى النَّاس، 

ويصفَحُ عنهم، 

كثيرُ التضرُّعِ والدُّعاء، 

يؤوبُ إلى ربِّهِ سريعًا.

هكذا وصفَهُ الإلهُ الخالقُ المعبود،

الحيُّ الذي لا يموت،

كم يكونُ يحبُّه؟

إنه خليلُ الرحمنِ إبراهيمُ عليه السلام،

الذي امتحنَهُ ربُّهُ في الطاعةِ فكان نعمَ المطيع..

فالطاعةَ الطاعة،

والقربَ القربَ يا عبادَ الله،

حتى يحبَّكم الله.

 

• هناك من يتعاملُ مع أحكامِ دينهِ بحبٍّ وشغف،

ويؤدِّيها بنفسٍ راضية،

وتفانٍ في العبودية،

وآخرون يتعاملون معها وكأنها دَينٌ ينبغي وفاؤهُ وكفَى،

فيُسرعون في أدائها،

ويعطونها القليلَ من أوقاتهم،

ليتفرغوا منها لأعمالهم الدنيويةِ المحبَّبةِ إليهم.

لا يستويان.

 

• ما أكثرَ الضالين المنحرفين عن دينِ الإسلامِ في هذه الحياة، 

فاحمدِ الله تعالى أيها المسلمُ أنْ ولدتَ لأبوين مسلمَين فكنتَ مسلمًا، 

واسألهُ الثباتَ على دينِ التوحيد، 

وانظرْ كم هي الفرصُ التي تؤتَى لغيرِ المسلمِ فيُسلم،

وهل كانت تنالُكَ هدايةُ الله لو كنتَ على غيرِ ملَّةِ الإسلام؟

فادعُ لوالدَيكَ المسلمَين كثيرًا،

واحمدهُ على هذه الهدايةِ العظيمةِ التي أنت فيها بسببهما.

 

• يا بني،

لا تنسحبْ من ساحاتِ الشرفِ ولو بقيتَ وحدك،

وكلُّ عملٍ تؤديهِ لإخوانِكَ المسلمين وفيه نفعٌ لهم فهو شرفٌ لك،

قلْ بلسانك،

واحملْ على كتفك،

تفقَّد،

وشارك،

وانتظرْ أيةَ إشارةٍ لتقومَ وتعمل،

لترفعَ بهم رأسك،

ويزدادَ بهم أجرك.

 

• العلماءُ الكبارُ يتصفون بالأفقِ الواسعِ والإحاطةِ بأحوالِ المجتمع،

وعندما يُسألون لا يتفكرون في الجوابِ عن السؤالِ مجردًا،

بل بما يحيطُ به من ظروفِ المجتمعِ والبيئةِ ونيةِ السائلِ أيضًا،

فإن الجوابَ عن حادثةٍ قد يختلفُ ظرفًا وتاريخًا.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين