خواطر في سبيل الله -78-

 

• غُلبنا لأن حكامنا أبعدوا آدابَ ديننا عن مجتمعاتنا،

وحظروا نُظمَ الإسلامِ أن تحكمَ في دساتيرنا،

ولاحقونا كلما طالبنا بتطبيقِ أحكامِ ديننا،

سجنًا وتعذيبًا وقتلًا،

وحاربونا حتى في رزقنا القليل،

لنعيشَ كالحيواناتِ مهمَّشينَ ومبعَدين،

وساكتين أو مخرَسين أو لاجئين!!

وكانوا يصِموننا بالتخلفِ والرجعيةِ والعمالة!

بينما كلمةُ التقدميةِ وشعاراتُها تملأُ ساحاتِ البلاد،

والأحزابُ العلمانيةُ تتمدَّدُ وتأخذُ بزمامِ القيادة،

وتنهبُ المالَ العامَّ والخاص،

وتفتكُ بالشعبِ البريءِ والمظلوم،

فغُلبنا،

وهُزمنا،

وتخلَّفنا، 

وصرنا أضحوكةَ بين الأمم.

 

• إذا أردتَ أيها المسلمُ أن تجعلَ لنفسِكَ مناعةً فكريةً وساترًا إيمانيًّا من الغزوِ الفكري،

فاقرأ على العلماء،

وصاحِبْ رجالَ الفكرِ والدعوةِ المخلصين،

فإنهم يجيبونكَ على جميعِ أسئلتك،

ويدفعون كلَّ الشبهِ المثارةِ ضدَّ الدين.

أما إذا قرأتَ في الكتبِ وحدها،

فقد تستفيدُ وتتثقَّف،

ولكنْ أيضًا قد تتأثَّرُ ببعضِ الأفكارِ الفاسدةِ التي تمرُّ بك،

فتُخدَعَ بها وأنت تظنُّ أنها صالحة!

فتُصابَ بدلَ أن تنتفع!

 

• يا بني،

تعرَّفْ تراثَ أمَّتك،

تنقَّلْ بين أوراقها الصفراء،

وبين وثائقها ومخطوطاتها،

ومجاميعها ومتونها وفنونِ علومها،

لتعرفَ سموَّ دينها،

وعظمةَ حضارتها،

وعبقريةَ علمائها.

وإذا لم تفعلْ فكأنكَ غريبٌ عنها، لا تعرفها،

كمن لا يعرفُ آباءَهُ وأجدادَهُ القريبين في أسرته!

 

• يا بنَ أخي،

لا تفسدْ علاقةً بناها والدُكَ في الأسرةِ مع آخرين بتصرفاتِكَ الطائشةِ وكلماتِكَ النابية،

فإن الصلاتِ الطيبةَ بين الأَسَرِ محمودةٌ وأثيرة،

وهي تَنشدُ الأُنسَ والمحبَّةَ والتعاونَ على الخير.

 

• مزاجُ الشيخِ يتغيَّرَ ويتعقَّدُ كلما كبر، 

وأكثرُ ما يبتعدُ عنه المزاحُ والضحك، 

مع قلةِ الكلام، 

فقد عرفَ أن الحياةَ جدٌّ وليست عبثًا،

وأن مصيرَ الشبابِ شيخوخةٌ عاجزة، 

وأن الكلامَ فيه غثاءٌ كثير، 

وقد لا ينفعُ منه إلا القليل، 

وعرفَ أن الموتَ حقٌّ لا بدَّ منه، 

وأنه قريبٌ منه، 

ولا يعرفُ كيف تكونُ حالهُ بعده.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين