خواطر في سبيل الله-77-

 

• هناك من لا يعملُ إلا إذا طلبتَ منه العمل، 

فإذا عملَ أخلص. 

يعني أنه عاملٌ وليس قائدًا. 

فليتنبَّهِ الدعاةُ والإداريون إلى نوعيةِ هذه النفوسِ وليعرفوها، 

فإنها طيبةٌ متفانية، 

غيرُ مجادلةٍ ولا مخاصمة.

 

• كان لا يتكلمُ إلا قليلًا،

وإذا قالَ كلمتين أغنَى عن جملةٍ طويلة.

وبهدوء،

وصوتٍ منخفض،

مع حركاتٍ هادئةٍ رزينة،

ونظراتٍ ثابتة.

وقد يأخذهُ التفكيرُ لحظاتٍ قبلَ الكلام،

فيأتي متناسقًا كافيًا،

دون تردُّدٍ أو تكلف.

وإذا أُوذيَ سكت،

ولم يعبسْ في وجهِ صاحبه.

أحببتُ صفاتٍ فيه دلَّتْ على حلمه،

فذكرته.

 

• كلُّ الناسِ يسرحونَ في خيالات،

وكثيرٌ منها لا صلةَ لها بالواقع،

ولا باهتماماتِ أصحابها،

ولكنها خيالات..

وكأنها محطاتٌ لراحةِ العقلِ والفكر،

حيثُ يبتعدُ عن ثقلِ الواقعِ وجذوره،

وتعلقاتهِ ومسؤولياته،

فيجدُ فسحةً في ذلك.

وقد تطولُ نزهتهُ بعضَ الشيء،

ولكنه يضطرُّ لأنْ يُفيقَ من سرحانهِ بـ (ضغطٍ من الواقع)،

وإلحاحٍ منه،

فيعودُ إلى قاعدتهِ الواقعية.

 

• من الناسِ من يتعلقُ بالحيواناتِ الأليفةِ كثيرًا،

فتكونُ إلى جنبهِ حتى أثناءَ النوم!

ولا يرى حياتَهُ بدونها!

وأكثرُ ما يكونُ هذا عند من يشكونَ من فراغٍ روحي،

كما هو في الغرب،

فلا يعرفون ربًّا يلجؤون إليه ويناجونه،

ويطلبون منه العونَ والتوفيق.

وهكذا من يتعلقون بأشياءَ أخرى ماديةٍ إلى حدِّ الهوَس!

ولو دُعيَ هذا الصنفُ من البشرِ إلى دينِ الإسلامِ فلربما تفاعلوا معه،

وآمنَ منهم من كُتبَ له الإيمان،

حيثُ يتعرَّفونَ عظمةَ الإسلامِ ومبادئهُ السمحة،

وقد كانوا غافلين عنه.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين