خواطر في سبيل الله -70-

 

• لم يغترَّ السحرةُ بعدَ إيمانهم بتقريبِ فرعونَ لهم عندما قال:

{وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [سورة الأعراف:114]،

على الرغمِ من أن طلبَ الأجرَ كان من قِبَلِهم:

{وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ}؟

وعلى الرغمِ من أن القربَ من فرعونَ يومذاكَ كان مطلبًا عزيزًا ومنصبًا كبيرًا،

فقد ذاقوا حلاوةَ الإيمان،

ولا أحلَى منه،

وعرفوا قيمةَ الحقّ،

ولا أغلَى منه،

وتوجَّهوا بقلوبهم إلى الربّ،

ولا أجلَّ من هذه الوجهة،

وانصبغوا بصبغةِ الإسلام،

{وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً}؟

[سورة الأعراف: 138]. 

 

• الانغماسُ في العلمِ والعملِ يخفِّفُ من وطأةِ الجوعِ والعطشِ الذي يشعرُ به الصائم،

والأفضلُ ألّا يفكرَ بما يكونُ عليه من جوع،

كما لا يفكرُ المريضُ بمرضهِ لئلّا يزدادَ شعورهُ بالمرض.

 

• يا بنتي،

لا تأخذي مواقفَ سلبيةً من كلِّ ما يقولهُ زوجك،

فقد لا يعودُ إلى بعضِها أصلًا ولا يتذكَّرها؛

لأنه كثيرًا ما يحدِّثُكِ لينفِّسَ عمّا بداخله،

من ضغوطِ العملِ ومعاشرةِ الناسِ وما لا طاقةَ له به،

فاستمعي إليه،

وخفِّفي عنه ولو بعضَ ما يشكو،

فإنه يجدُ عندَكِ ما لا يجدُ عندَ أخلصِ خلصائه.

 

• اجعلِ الكتابَ كساعةٍ في يدك،

ولكنْ ساعةَ علم،

تنظرُ فيه كما تنظرُ إلى الساعةِ بين فينةٍ وأخرى،

فإذا استغرقتَ فيه لم تسألْ عن الوقت!

وصرتَ كتابًا في كتاب!

 

• الكثيرُ من الأغنياءِ يقولون مثلما قالَ قارونُ في ماله: 

{إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [سورة القصص: 78]،

ولا يُسندون ما أُوتوهُ من مالٍ إلى اللهِ الرازق،

وهم يعرفون أشخاصًا يبذلون أكثرَ من جهودهم ولكنهم لا يحصِّلون سوى القليلِ من المال،

فكيف تأتيهم الثروةُ الكثيرةُ بقليلٍ من العمل،

ولا تأتي الآخرين بكثيرٍ من الجهد؟

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين