خواطر في سبيل الله -69-

 

• يقولون إن طريقَ العلمِ شاقّ!

ولكنه لذيذٌ أيضًا،

فالنفسُ تأنسُ به وكأنه ظلٌّ دائم،

وصاحبٌ مُحَبّ،

ولا تشعرُ بالوقتِ كيف يمضي وأنت معه،

ومجالسهُ أطيبُ من مجالسِ الملوك،

وثمارهُ من ثمارِ الجنة!

 

• الكتابُ يُطبَخ!

ولكنها طبخةٌ فريدةٌ ومميَّزة!

وبدايتُها من عند المؤلف،

الذي يجمعُ الحروفَ المبعثرةَ في كلمات،

وينظِّمُ الكلماتِ الشاردةَ في سطور،

ويهذِّبُ الجُملَ ويجعلُها في فقرات،

ويرتِّبُ الموضوعاتِ فيوزِّعُها على مطالبَ ومباحثَ وفصولٍ وأبواب،

ويعرِّفُها بمقدِّمةٍ ويجمعُ شواردَها في خاتمة،

لتنامَ في أوراقٍ حتى يُكتبَ لها الحياة،

وعندما يتسلَّمهُ الناشرُ يحرِّكهُ كلَّهُ ليبدأ الدخولَ في نهرِ الحياة!

فينسِّقهُ ويُخرِجهُ ويصحِّحه،

ويرميهِ في فرنِ الطباعةِ بعد توثيقه،

ويَخرجُ شهيًّا مطليًّا للقارئ!

 

• الذي لاحظتهُ ولاحظَهُ غيري،

كثرةُ عددِ المصلين والصائمين والمتردِّدين إلى المساجدِ هذا العام،

وهذا لأسباب،

منها مصائبُ الأمة،

التي توقظُ الغافلَ والنائم،

ومنها شيءٌ من الحريةِ عمَّتْ كثيرًا من البلاد،

بعد عقودٍ مظلمةٍ من القهرِ والكبتِ والعَسف،

ومنها ملامحُ صحوةٍ جديدةٍ أكثرُ عمقًا،

تعمُّ سائرَ المسلمين.

 

• يا بني،

هناك من يريدُ الإصلاحَ ولكنَّ عملَهُ ينتهي إلى فشل،

لأنه دخلَ المجالَ من دونِ علمٍ وتجربة،

فلم يخطِّط،

ولم يستشر،

ولم يتعاون،

ولم يهتمَّ حتى بالكيفية،

فأخطأ في الأسلوب،

وتركَ ما بقيَ دون رعاية،

فتقاذفتْهُ الأخطاء،

فوقع.

 

• هناك من لا يهمُّهُ إذا صنَّفتَهُ في صفِّ الأشرار؛

لأنه يعتبرُ مصلحتَهُ هي المهم،

فإذا وقعتْ مصلحتهُ في الشرِّ فلا بأسَ عندهُ أن يتلبَّسَ به!

وهذا من سوءِ الحال،

ونعوذُ بالله من سوءِ المآل.

الشر

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين