خواطر في سبيل الله -68-

 

• يا بني،

عهدتُكَ صغيرًا تلعب،

وشابًّا تتجمَّل،

وطالبًا تتعلَّم،

وأبًا تربِّي،

يا ولدي،

ليَصحبْكَ الإسلامُ في مراحلِ عمرك،

فلا خيرَ في دنيا لا تعمَّرُ بالدين،

ولا خيرَ في عُمرٍ لا يصحبهُ عملٌ صالح.

 

• قولهُ تعالَى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ...}

[سورةُ آل عمران: 14]،

ذكرَ ابنُ عطية في تفسيرهِ كمدخلٍ لتفسيرِ الآية،

أنه إذا قيل: زَيَّنَ الله، 

فمعناهُ بالإيجادِ والتهيئةِ لانتفاعٍ وإنشاءِ الجِبلَّةِ عن الميلِ إلى هذه الأشياء،

وإذا قيل: زَيَّنَ الشيطان، 

فمعناهُ بالوسوسةِ والخديعةِ وتحسينِ أخذها من غيرِ وجوهها.

 

• إذا كنتَ تتكلَّمُ في الأساسيات،

وتستنتجُ من الأعمِّ الأغلب،

وصاحبُكَ يردُّ عليكَ من الأقلِّ والشاذّ،

ويوردُ مسائلَ فردية،

وحوادثَ عارضة،

فاعلمْ أنه مجادل،

ولا يعرفُ أصولَ البحثِ والاستنتاج،

ومثلُ هذا منتشرٌ بين الناس،

والحوارُ فيه ليس له نهاية.

 

• هناك إخوةٌ شباب،

نبَغةٌ نجَبة،

يتواصلون اجتماعيًّا عن طريقِ الفيس والتويتر وما إلى ذلك،

ويكتبون الروائع، 

ويعلِّقون الفوائد،

هؤلاءِ يتشتَّتُ جهدهم بذلك،

ولو أنهم أعطَوا أكثرَ أوقاتهم للبحثِ والتأليفِ لكان أفضل،

فإن العمرَ قصير،

وإن الهمَّة تضعفُ بعد وقت،

ولا يستطيعُ صاحبُها الاستمرارَ في الأعمالِ الصعبة،

التي تستدعي همَّةَ الشبابِ وشِرَّته.

 

• ننتظرُ حاكمًا مسلمًا قويًّا مثلَ صلاحِ الدين،

يجمَعُ شملَنا،

ويأخذُ بيدنا إلى النصرِ بإذنِ الله،

بينما حكّامنا لأمثالهِ بالمرصاد،

فينشرون الخوفَ والفسادَ في كلِّ بيتٍ وشارعٍ ومؤسسةٍ لئلّا يَنبت،

فإذا نبتَ أُسكِت،

وإذا حدثَ أنِ استوى كُدرَ وقُصف وأُبعد،

فإذا اعترضَ سُجن،

وإذا أصرَّ قُتل.

والله أعلمُ كم قَتلوا من أبطالٍ كان يُنتظَرُ أن يصبحوا صلاحَ الدين،

وما زالوا يُقتَلون ويُسجَنون.

 

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين