خواطر في سبيل الله  -5-

• إذا ألِفَ الإنسانُ عادةً صعبَ عليه تركها،

والعادةُ عندهُ مطلبٌ نفسيٌّ أو اجتماعي،

وهو مركَّبٌ في داخلِ الإنسان،

فمن نامَ في فندقٍ مرةً فضَّلَ التردُّدَ عليه،

ومن اختارَ مكانًا في البرِّ قصدَهُ مرات،

ومن صلَّى في مكانٍ بالمسجدِ لزمه.

والأفضلُ التغيير،

ولو في بعضِ الأحيان،

حتى لا تتحكَّمَ فيه عادةٌ ويصبحَ عبدًا لها،

وحتى لا تتحوَّلَ العبادةُ إلى عادة،

ويأتي اهتمامُ الإسلامِ بذلك من نبذهِ للتقليد.

ويُستثنَى منه ما كان لأمورٍ فاضلة،

مثلُ ملازمةِ الذكرِ والعبادةِ بالروضةِ النبويةِ من المسجدِ النبوي،

وتفضيلِ فندقٍ لنظافتهِ وخلوِّهِ من الكحول..

وهكذا.

 

• "الدعاءُ هو العبادةُ" بنصِّ الحديثِ الصحيحِ الصريح،

ومن لم يعبدِ الله دخلَ جهنم،

وقد جُمِعَ هذا في نصِّ القرآنِ الكريم:

{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ 

إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}

سورة غافر: 60.

والمرءُ يدعو سواءٌ استُجيبَ له أم لم يُستَجب.

 

• كلما ازددتَ علمًا ازددتَ نورًا،

فالعلمُ ينوِّرُ القلب،

بمعنَى أنه يفرِّقُ بين الحقِّ والباطل،

والحلالِ والحرام؛

لأنكَ تزدادُ اطِّلاعًا على أحكامِ الشرع،

كما تزدادُ إيمانًا وخشوعًا؛

لأنكَ تعرفُ ربَّكَ أكثر،

فتزدادُ طاعةً وعبادةً له،

فتزدادُ قربًا منه،

فتزدادُ خشوعًا له.

 

• أن يفتقرَ العبدُ بعد الغنى صعبٌ عليه، 

وأن يفقدَ منصبًا مرموقًا لا يقلُّ صعوبةً عمّا سبق، 

لكن إذا عرفَ أن منصبَهُ الحقيقيَّ هو العبوديةُ لله تعالى هانَ عليه ما يجد.

 

• إلى المشتغلين بالأدبِ المكشوفِ وأنصاره، 

احذروا ما وردَ في هذه الآيةِ الكريمة: 

{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ} 

سورة النور: 19

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين