خواطر في سبيل الله -49-

 

 

• أخذَ الكتابَ من يدي،

ففتحَهُ وهو يبتسم،

وأقبلَ عليه يقرأُ بنهم،

والابتسامةُ مازالتْ مرتسمةً على وجهه،

لا تزيدُ ولا تنقص،

لقد غرقَ في بحرِ الكتابِ العميق،

ونسيَ أن يردَّ ابتسامته،

أو لم يجدْ وقتًا لردِّها!!

 

• إذا اجتمعَ الأصدقاءُ ضحكوا ونسوا همومَهم،

وإذا تفرَّقوا عادتْ إليهم همومَهم،

فإذا تزوَّجوا واستقرُّوا في عملٍ اضمحلَّ كثيرٌ منها،

ونشأتْ همومٌ جديدة،

حتى يأتيَهم اليقين.

فلا حياةَ بدونِ همٍّ وغمّ،

لا حياةَ بدونِ مشكلات،

لأن المشكلاتِ من (الابتلاءِ) الذي لا بدَّ للإنسانِ منه،

حتى يُعرَفَ صبرهُ وثباتهُ على إيمانه،

والتزامهُ بأحكامِ دينه.

 

• إذا حضرتَ مباراة:

فهل خدمتَ وطنًا؟

أو بررتَ أبًا أو أمًّا؟

أو وصلتَ رَحِمًا؟

أو ساعدتَ محتاجًا؟

أو حصَّلتَ علمًا؟

أو استفدتَ أدبًا؟

أو ربحتَ مالًا؟

إذًا عدِّدْ لي ما جنيتَ من ثمراتِ حضورِكَ المباراةَ وفوائده!

 

• إذا دخلتَ بنايةً ومعكَ ملحد،

فقلْ له:

هذا القصرُ ذو شأن،

وإن ما فيه من لبناتٍ وأبوابٍ ونوافذَ ودروج،

ومن نباتٍ وأصباغٍ وهندسةٍ وتمديداتٍ وأنوار،

يقولون إنها اجتمعتْ بنفسها هنا على مدى ملايين السنين،

هكذا صدفةً من غيرِ تدخلِ أحد!

فإذا ضحكَ منكَ وقال: إنكَ مجنون!

فقلْ له: بل أنتَ المجنون!

فأنتَ الذي تقولُ إن هذا الكونَ العظيمَ جاءَ صدفة!

بما فيه من كواكبَ عظيمة،

ونجومٍ بعيدة،

وحيواناتٍ ونباتاتٍ وبحار،

وجبالٍ وماءٍ ونفط،

وأسماكٍ وطيورٍ وحشرات..

فمن المجنون؟

 

• يا ابنَ أخي، 

إذا سبقتْكَ يدُكَ إلى سرقةٍ فقلْ لها: 

حقُّكِ أن تُقطَعي من جسدي، 

فقد خنتني، 

واللهُ قد رآكِ ولو لم يرَكِ أحدٌ من الناس، 

وكفَى به شاهدًا، 

حسيبًا عليمًا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين