خواطر في سبيل الله -41-

 

• يا بني،

التبكيرُ في الصباحِ يدلُّ على جدِّيةِ المرء،

وعلى استعدادهِ للعمل،

بعكسِ المتأخرِ المتكاسل،

الذي يبحثُ عن بطالةٍ ولو وجدَ عملًا،

كما يغمضُ عينيهِ ولو شبعَ نومًا!

 

• يا بني،

ليلُ الشتاءِ طويل،

فرحمَ الله من استغلَّهُ في طاعةِ ربِّه،

فسهرَ للعلمِ وفي مصالحِ المسلمين،

أو نامَ في أولهِ وقامَ في ثلثهِ الأخيرِ متهجِّدًا،

خاشعًا لربِّه،

يدعو لنفسهِ وللمؤمنين،

ويرجو رحمةَ ربِّهِ ورضاه.

 

• يا بني،

إذا أكلتَ أكلةً وشبعت،

أو رُزقتَ رزقًا ما،

فاحمدِ الله على هذه النعمة،

واطلبْ منه أن تكونَ لقمةَ حلال،

وأن يُطعِمَ إخوانكَ الفقراءَ كما أطعمك،

وأن تكونَ قوةً لكَ على طاعتهِ وتقواه،

وأن يُطعمكَ من طعامِ جنَّته،

وأن لا يقطعَها عنك،

واحمدْهُ على أن جعلَ لكَ نصيبًا من رزقه،

ولم يجعلْكَ متسوِّلًا،

أو متطفِّلًا،

أو منكوبًا،

تنتظرُ مَن يتصدَّقَ عليك.

 

• يا بني،

إذا ولعتَ بلعبة،

رياضيةٍ أو غيرِ رياضية،

إلى حدِّ العشق،

ولم تهنأ في يومِكَ إلا إذا مارستها،

فهذا يعني أنك ودَّعتَ الجدّ،

واتخذتَ دنياكَ لهوًا ولعبًا،

فيا حسرةً عليكَ يومئذ،

وليتكَ لم تولدْ لي.

 

• رعيُ الغنمِ ليس اهتمامًا بالحيوانِ ومرعاهُ وحده،

بل يتعلَّمُ به الراعي كيف يسوس،

ويجدُ فرصةً طويلةً للتفكيرِ العميق.

وقد أخبرَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أن الأنبياءَ عليهم الصلاةُ والسلامُ قد رعَوا الغنم،

فقال كما صحَّ عند الشيخين: "وهل من نبيٍّ إلا وقد رعاها"؟

وقد نقلَ الحافظُ ابنُ حجر العسقلاني في "فتح الباري" عن الأئمةِ قولَهم:

"أن الحكمةَ في رعايةِ الأنبياءِ للغنم،

ليأخذوا أنفسهم بالتواضع،

وتعتادَ قلوبهم بالخلوة، 

ويترقَّوا من سياستها إلى سياسةِ الأمم".

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين