خواطر في سبيل الله -38-

 

• كيف يَعِدُ الشيطانُ الإنسانَ بالفقر،

كما وردَ في قولهِ تعالَى:

{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالفَحْشَاءِ} سورةُ البقرة: 268؟

أي: إنَّما يُسوِّلُ لكم الشيطانُ لتُخرِجوا السيِّئَ مِن أموالِكم تخويفاً منَ الفقر، 

حتَّى تُمسِكوا ما بأيديكم ولا تُنفقوا شيئاً في مَرضاةِ الله، 

وهو مع ذلكَ يأمركم بالمعاصي وارتكابِ المحرَّمات، 

ويُغريكم على البخلِ ومنعِ الصَّدقات.

وتتمَّةُ الآيةِ الكريمة:

{وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}

أي: واللهُ يَعِدُكم في مقابلِ الإنفاقِ غُفراناً وتكفيراً عن سيِّئاتِكم، 

وخيراً وبركة، 

وهو سبحانَهُ ذو قدرةٍ واسعةٍ وفضلٍ عميم، 

يَعلَمُ إنفاقَكم ولا يُضِيعُ أجرَكم.

(الواضح في التفسير).

 

• الخيرُ يؤملُ من أهلِ الخير،

والشرُّ يؤملُ من أهله،

فإذا حدثَ العكسُ فهو نادر،

وعلى غيرِ القاعدة،

ولذلك يستحبُّ العفوُ عمَّن أساءَ من أهلِ الخير؛

لأن الشرَّ ليس من سجيَّتهم،

أما أهلُ الشرِّ فيؤخَذُ على أيديهم،

حتى يكفُّوا شرَّهم عن الناس؛

ولأن العفوَ لا يفيدهم،

ولا يقمَعُ شرَّهم؛

فالشرُّ من سجيَّتهم.

 

• الكتابُ يكونُ رحلةً شاقَّةً إذا كان مؤلِّفهُ لا يُحسِنُ الكتابة،

- أو يتعمَّدُ الغموضَ لأنه خائفٌ من أن يبوحَ بكلِّ ما في فكرهِ للقارئ،

        فيلفُّ ويدورُ حتى يعقِّدَ الموضوعَ ويُضجِرَ القارئ،

- أو يكونُ علمهُ قليلاً فيكرِّرُ ما يريدُ قولَهُ مرَّاتٍ حتى يملَّهُ القارئُ ويرميهِ من يده،

- أو يستعجلُ نشرَ ما عندَهُ في كتابٍ قبلَ نضوجِ الفكرةِ عنده،

        فيخلطُ بين المقدِّماتِ والنتائج،

        ويطيلُ في السهلِ ويتركُ الصعب،

        فلا يعرفُ القارئُ ما يريد!

- أو تكثرُ الأخطاءُ اللغويةُ والطباعيةُ في مؤلَّفهِ لأنه غيرُ ماهرٍ في اللغة،

        واستعجلَ نشرَهُ قبلَ أن يعطيَهُ لمصحِّحٍ لغويّ،

- أو أنه جمعَ على غيرِ هدًى وقالَ أيَّ كلامٍ ليُقالَ له مؤلِّف!

 

• إذا قرأتَ قولَهُ سبحانَهُ وتعالَى:

{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} سورةُ المائد: 98،

فاستعذْ بالله من عقابه،

فإنهُ شديدُ العقاب،

واسألْهُ مغفرتَهُ ورحمته،

فإنه غفورٌ رحيم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين