خواطر في سبيل الله -35-

 

 

• التفتُّ إلى يميني فرأيتُ جنازةً ووراءها رهطٌ من الناسِ قد نكَّسوا رؤوسَهم من الحزن،

فلا يشعرون بما حولهم،

والتفتُّ إلى يساري فرأيتُ محلاتٍ تجاريةً وأصحابُها ملتهون بالبيعِ والشراء،

وهم لا ينظرون إلى الجنازةِ أصلاً!

فقلتُ في نفسي:

هذه هي الدنيا،

موتٌ وحياة،

نومٌ ويقظة، 

غفلةٌ وذكرَى،

سَيرٌ وسكون،

ثورةٌ وخمود..

والميِّتُ اليومَ كان حيًّا أمسِ،

والحيُّ اليومَ ميِّتٌ غدًا.

 

• الملاحظُ أن التعزيةَ في وفاةِ الأبِ تكونُ أوسعَ وأشملَ من التعزيةِ في وفاةِ الأمّ،

مع أنها تعبتْ مع الأسرةِ وحنَّتْ عليها أكثر،

ومحبَّةُ الأسرةِ لها أكبرُ وأعمق!

 

• الفقيرُ إذا حضرَ أجلهُ لم يتحسَّرْ على شيءٍ من حُطامِ الدنيا،

لأنه لم يملكْ منه الكثير،

أما الغنيُّ فيعتريهِ الحزنُ على ذلك.

وذكرَ عابدون عند احتضارهم أنهم لا يتحسَّرون سوى على ما فاتهم من ذكرِ الله تعالَى،

وقراءةِ كتابهِ المبين،

ومجالسةِ الصالحين.

فالناسُ درجاتٌ في الدنيا،

وهم على درجاتٍ في الآخرةِ أيضًا.

 

• فرقٌ بين أن تبيعَ وتشتريَ لتعيش،

وبين أن تعيشَ لتبيعَ وتشتري،

فالأُولَى مهمَّةٌ لا غبارَ عليها،

والأخرَى خسارةٌ وانتكاسةٌ لِمَا خُلِقَ له الإنسان.

 

• يا بني،

إذا استعرتَ كتابًا فالتزمْ بما قالَهُ المعير،

من الحفاظِ عليه،

وعدمِ الكتابةِ عليه،

وردِّهِ في وقته،

فإنْ لم تفعلْ فقد أخلفتَ العهد، 

وأسأتُ من حيثُ أُحسِنَ إليك،

ويكونُ هذا سببًا في عدمِ إعارتِكَ الكتابَ مرةً أخرى.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين