خواطر في سبيل الله -34-

 

 

• الغيومُ تحجبُ الشمسَ ولكنها لا تحجبُ حقيقتها،

فهي باقيةٌ من وراءِ الغيم،

والإسلامُ لا يُبطلهُ كيدُ الكائدين،

ولا شبهاتُ أعداءِ الدين،

فهو محفوظٌ في كتابِ الله تعالَى وفي سنَّةِ نبيِّهِ الصحيحة،

وقد انهزمَ المسلمون مراتٍ في التاريخ،

ولكنهم عادوا أقوياء؛ 

لأنهم وجدوا دينَهمُ الحقَّ محفوظًا لم يمسّ،

فأساسُ القوةِ والاجتماعِ موجود،

وإن حجبتهُ الغيومُ أحيانًا.

 

• {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} 

[سورة آل عمران:157] 

أي: والحياةُ الدُّنيا ليستْ خيراً لكم في كلِّ مرَّةٍ أيُّها المؤمنون، 

فإنكم إذا قُتِلتُم في سبيلِ اللهِ أو مُتُّم كانَ مآلُكم أفضلَ وأحسن، 

لتَنالوا رحمةَ اللهِ وعفوَهُ ورضوانه، 

فهو أفضلُ ممّا تَكدَحونَ لأجلهِ وتَجمَعونَ مِن حُطامِ الدُّنيا، 

وهي كلُّها لا تُساوي شيئاً مِن نعيمِ الآخِرة.

(الواضح في التفسير).

 

• من نظرَ إلى الكتابِ على أنه غلافٌ وورق،

فكأنما نظرَ إلى الإنسانِ على أنه لحمٌ ودمٌ فقط،

ومن نظرَ إلى الكتابِ على أنه تحفةٌ فقط،

فكأنما نظرَ إلى الإنسانِ على أنه جمالٌ وشكلٌ فقط!

 

• يا بني، 

لا تحبسْ نفسكَ على أمرٍ واحدٍ ولو كان حسنًا،

ولكنْ ابحثْ عن أحسنَ منه ونوِّع، 

حتى لا تملَّ، 

ولئلا يصيرَ عندكَ عادةً تؤدِّيها بلا نيَّةٍ ولا شعور،

ولترقَى بنفسِكَ إلى ما هو أحسنُ وأجلّ؛

لتجنيَ ثوابًا أكبر،

وقد حبَّبَ إلينا رسولُنا الكريمُ صلَّى الله عليه وسلَّمَ الهمَّةَ العاليةَ ورُقيَّ النفس،

لننالَ أعلَى درجاتِ الجنة،

فقال في الحديثِ الصحيح:

"فإذا سألتُمُ اللهَ فاسألُوهُ الفِردوس".

 

• يا ابنَ أخي،

إذا كنتَ ترَى رائحةَ الدخانِ طيبة، 

أو طبيعية،

ففطرتُكَ مقلوبة،

أو حاسَّةُ شمِّكَ منتكسة،

تمامًا كما ترَى رئتكَ جميلة، 

وهي سوداءُ مفحمةٌ من شربِ الدخان.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين