خواطر في سبيل الله -32-

 

• إذا طلبَ الصغيرُ لعبةَ أختهِ ولم تُعطهِ بكى،

فإذا كان الأبُ مبتلًى بالقضاءِ بينهما، 

أخذَ اللعبةَ من بين يدَي الطفلةِ وأعطاها للولدِ ليسكت،

ولكنَّ الطفلةَ صارتْ تبكي!

فيصيحُ في وجهِ المسكينة،

أو يقومُ وهو غضبان!

لا يدري كيف يتصرَّفُ معهما!

أما الأمُّ فتعطي لعبةً أخرى مناسبةً للصغيرِ وتحمله،

فإذا أصرَّ أمدَّتهُ بقطعةِ حلاوةٍ بعيدًا عن عينِ أخته،

فيسكتُ ويَضحك،

والطفلةُ تظنُّ أنها المنتصرة؛

لأنها أصرَّت على الاحتفاظِ بلعبتها ونجحتْ في ذلك!

ومع ذلك فإن الرجلَ يقدِّمُ نفسَهُ على أنه صاحبُ النظرياتِ الأقوى في التربية،

وخاصَّةً ما يتعلَّقُ بالصغار،

والأمُّ تسكتُ احترامًا لشعوره،

ولكنها تقدِّمُ عمليًّا أكبرَ برهانٍ على مكانتها وريادتها!

 

• تبرعت شركةٌ بالدعايةِ لشركةٍ أخرى لتُجمَعَ لها الأموالُ لأنها أفلست،

فلم يُجمعْ لها شيءٌ يُذكر!

فماتت!

وكانت شركةً مثالية، 

تدعمُ الأعمالَ الخيريةَ قبلَ كلِّ الشركات،

وحصَّتُها في ذلك أكثرُ من كلِّها!

أما علمتَ ذلك الرجلَ الغنيَّ الذي أُصيبتْ زوجتهُ بسرطانِ الثدي،

وخشيَ عليها من الموت،

فأنفقَ عليها الملايينَ حتى شُفيت،

ثم دعمَ مؤسَّساتِ البحثِ والطبِّ بملايين أخرى لتطويرِ أعمالها في ذلك،

حتى تستفيدَ منها المريضاتُ بسرطانِ الثدي كلُّهنّ،

وقد أفلستْ شركتهُ بعد ذلك،

ربما لدعمهِ العملَ الخيريَّ بسخاءٍ كبير، 

وغدا صُفرَ اليدين،

فتركتهُ زوجتهُ لفقره،

وقابلتْ وفاءَهُ بغدرٍ وحرمان،

وبحثَ هو عن دارِ رعايةٍ اجتماعيةٍ ليُمضيَ فيها بقيةَ حياته!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين