خواطر في سبيل الله -23-

 

 

 

• التاريخُ ليس قصصًا للتسلية،

ولكنه حوادثُ وعِبرٌ ليستفيدَ منها الناسُ ويَعتبروا،

وأكثرُ من يلزمهم الاطلاعُ عليها والإفادةُ منها هم الحكّامُ والولاة،

ولكن بالنظرِ يتبيَّنُ أنهم أقلُّ الناسِ اعتبارًا منها،

فالأخطاءُ نفسها تتكررُ في الحياة،

والظلمُ منتشر،

والحروبُ لم تقف،

وما زال هناك فقراءُ وأغنياء...

 

• أنت تُدفَعُ في الحياةِ دفعًا،

ولا طاقةَ لأيِّ مخلوقٍ أن يتصدَّى لهذا الدفعِ ويوقِفَه؛

لأنه يعني إيقافَ دورةِ الزمن،

ويعني إيقافَ مسيرةِ الشمسِ والقمر،

فأنت مسيَّرٌ في هذا أيها الإنسان،

مسيَّرٌ بقوَّةِ الله وقدَره،

ولكنكَ مخيَّرٌ فيما تعملُ في هذا الزمنِ من أعمال،

لتعودَ إلى ربِّ هذا الزمنِ والكونِ كلِّهِ ليحاسبكَ على تلك الأعمال.

 

• التواددُ بين الأهلِ حقّ،

ولكن المسلمَ لا يتواددُ مع من كفرَ منهم أبدًا،

ولو كان أقربَ الأقرباءِ إليه،

فهم لا يُعتبرون من أهلهِ أصلاً،

كما قال الله تعالى لنبيِّهِ نوحٍ في ابنهِ الكافر:

{إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}

سورة هود: 46.

فلا قرابةَ حقيقيَّةَ بين المؤمنِ والكافرِ ولو كان بينهما نسب، 

فالعقيدةُ هي الأساسُ عند المسلم،

وهي أعلى من القرابة،

والكفرُ عقيدةٌ فاسدةٌ وعملٌ سيِّء،

فهوَ – يا نوحُ - ليسَ من أهلِكَ ما دامَ كافرًا.

 

• أكثرُ الذين تزيدُ أموالهم يخزنونها،

ويقولون إنهم لن ينسوا الفقراءَ إذا كثرت،

ولكنهم يبخلون بها بعد ذلك،

لأن النفوسَ لا تشبعُ من المال، 

بل تطلبُ المزيد،

وخاصةً عندما ترى مَن حولها أكثرَ منها مالاً،

وهذه منافسةٌ لاتنتهي.

 

• تذكَّرْ طفولتكَ السعيدة،

وشبابكَ الغضّ،

وأيامَ نجاحك،

ويومَ عرسك،

ويومَ أن رُزقتَ ولدًا،

ثم شيخوختكَ وهرمك،

وماذا بعد هذا كلِّه؟

إن المغرورَ من اغترَّ بهذه الحياةِ الفانية،

ولم يحسبْ حسابَ أجله،

ولم يعملْ ليومِ المواجهةِ مع عمله.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين