خواطر في سبيل الله -18-

 

• يا بني،

إذا كان والدُكَ يَنشرُ علمًا ويُستشار،

وأنت تمضي وتلهو مع أصحابك،

فاعلمْ أنها بدايةٌ مشؤومةٌ منك،

وتصرُّفٌ سيِّءٌ غلبَ عليك،

واتجاهٌ غيرُ محمود،

لا يبشِّرُ بمستقبلٍ طيِّبٍ لك،

فالزمْ طريقَ العلم،

وبرَّ والدكَ بالجلوسِ إليه والأخذِ منه قبلَ الناس.

 

• يا بني،

الكتبُ الصغيرةُ لعلماءَ ودعاةٍ فيها خيرٌ وفير،

فاجمعْ منها الكثير، 

واملأ منها جيوبكَ ومحفظتكَ ومركبتك،

أو لا تخلونَّ منها،

واقرأ منها ما شئت،

واهدِ منها لزملائكَ في مناسباتٍ وغيرِ مناسبات،

وسترَى بعد مدَّةٍ أنكَ جمعتَ منها ثقافةً إسلامية جادَّةً ومتنوعة،

وتعرَّفتَ منها على أهلِ العلمِ والثقافةِ في بلدِكَ خاصة،

وعلى موضوعاتٍ وفروعٍ دقيقةٍ في العلم،

إضافةً إلى إلمامِكَ بما يُطرَحُ ويُناقَشُ في الساحةِ الثقافيةِ والواقعِ المعاش.

 

• يا بني،

ضعْ نواةَ مكتبةٍ لكَ منذُ صغرك،

حتى إذا كبرتَ كبرتْ معك،

وسترَى فيها بعدَ عمرٍ ما لا يوجدُ في المكتبات،

كما ترَى فيها علمًا جمًّا، 

وأُنسًا وصداقةً قديمةً مع تلك الكتب،

تحنُّ إليها، 

وتبادرُ إلى الجلوسِ معها والاستفادةِ منها بين كلِّ مدَّةٍ وأخرى،

وأجملُ ما في المكتبةِ أنها تربطُكَ بالعلمِ والعلماء،

وتعطيكَ خيرَ زادٍ في الدنيا.

 

• يا بني،

كنْ صاحبَ أفكارٍ ومبادراتٍ بين أصدقائك،

لتنشرَ بينهم حبَّ العملِ وخدمةَ المجتمعِ والتعاونَ على الخير،

وإذا اقترحَ بعضهم أمرًا فيه نفعٌ وفائدة،

فبادرْ إلى الموافقةِ عليه وانسَ ما اقترحتَهُ أنت،

تشجيعًا له، 

وتثبيتًا لأمرهِ على الخير.

 

• يا بني،

الحياةُ معقَّدةٌ من حولك،

فكنْ بصيرًا بظاهرها، 

متبصِّرًا بحقيقتها،

وألقِ الضوءَ عليها من كتابِ ربِّكَ ليُنيرَ دربكَ فيها،

لتتعافَى منها،

وتغادرها بسلامٍ وأمان.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين