خواطر في سبيل الله -14-

 

• هناك من يستشهدُ في كلامهِ بأمثالٍ كثيرة،

فلا يكادُ ينطقُ بجملتين أو ثلاثٍ حتى يقول: كما يقولُ المثل،

حتى يملَّ جليسه،

ومنهم من يستشهدُ بالشعرِ بكثرةٍ أيضًا،

ويطربُ لذلك،

ويهزُّ رأسَهُ وكتفيهِ وجناحيه،

ويظنُّ أن المستمعين يشاركونَهُ حالتَهُ النفسية،

وإن كانت مكرَّرةً ومملَّة،

مثلَ أبياتٍ لقيسِ ليلى قديمًا،

ولأبي القاسم الشابي حديثًا.

وآخرون يستشهدون بآياتٍ من القرآنِ الكريم،

وأحاديثَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم،

وآثارٍ لحكماءِ هذه الأمة،

في كلامٍ يناسبُ المجتمعَ الإسلامي،

والصحبةَ الطيبة،

فهؤلاءِ الذين أصابوا،

ولا يُنكَرُ على من استعملَ المثلَ الهادفَ وشعرَ الحكمةِ في كلامه،

وما هو مباحٌ منهما ومن غيرهما من أساليبِ الكلام،

إذا لم يُكثرْ منها.

 

• الكلامُ مثلُ الطعام،

فيه ما هو طيِّب،

وما هو خبيث،

وإنَّ النفسَ لتَطِيبُ بالطيِّبِ منه،

فتتفتَّحُ وتنشرحُ وتنبسط،

كما تشتهي النفسُ الطعامَ الطيِّب،

وتَهنأُ به وتَسعَد.

 

• كتابُ "الحيوان" للجاحظ،

ومثلهُ "حياة الحيوان الكبرى" للدَّميري،

يستفيدُ منهما العلماءُ والأدباءُ والأطباء،

وهذا هو العلمُ الناجح،

الذي يجمعُ بين العلمِ والدينِ والأدب،

فيكونُ مفيدًا ومشوِّقًا للبحثِ والقراءة،

لفئاتٍ متنوعةٍ من المجتمع،

بتخصصاتها المختلفة.

 

• قولهُ سبحانهُ وتعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً} 

[سورة الأحزاب: 57]

أي: إنَّ الذين يؤذون الله، 

بالكفرِ به، 

أو الشِّركِ وما إليه، 

ويؤذون رسولَه، 

بتكذيبه، 

والاستهزاءِ به، 

أورميهِ بالكهانةِ وغيرِها ممّا يمَسُّ نبوَّتَه، 

لعنَهمُ اللهُ وأبعدَهم من رحمتِه، 

في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرة، 

وهيَّأ لهم عذابًا مُذِلاًّ ومُهينًا في الآخرة.

(الواضح في التفسير/ محمد خير يوسف)

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين