خواطر في سبيل الله -13-

 

  • إذا وُكِّلتَ إلى نفسِكَ كثرتْ عثراتك،

فأحسِنْ توكُّلَكَ على الله،

وقلْ كما في الحديثِ الشريف:

"يا حيُّ يا قيُّوم،

برحمتِكَ أستغيث،

أصلحْ لي شأني كلَّه،

ولا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عَين".

 

  • الجمالُ شكل،

والابتلاءُ حقّ،

والجمالُ لا يعني الاقتصارَ على المظهرِ الحسنِ والنعومةِ والدلال،

بل ينبغي أن يُصقَلَ هذا الجمالُ ليتبيَّنَ ما وراءَه،

وإنَّ جمالَ يوسفَ عليه السلامُ لم يمنعْ من أن يَبتليَهُ ربُّهُ بأنواعِ البلاء،

منذ طفولتهِ وحتى رجولته،

فالابتلاءُ سنَّةُ الحياة،

للصغيرِ والكبير،

وللحسنِ والسيء،

وللمسلمِ والكافر،

وللمتعلِّمِ والجاهل،

وللمريضِ والصحيح،

وللغنيِّ والفقير،

وللمرأةِ والرجل،

وللجميلِ وغيرِ الجميل،

وهذه الابتلاءاتُ تأتي فجأةً أو بعد مقدِّمات،

وتأتي في أزمانٍ متباعدةٍ أو متقاربة،

وقد تطولُ أو تقصر،

وتكونُ خفيفةً أو شديدة،

فالله هو المقدِّر،

وهو العليمُ القادرُ الحكيم،

الذي {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}

الأنبياء: 23.

نسألُ الله أن يعافيَنا،

وأن يثبِّتنا إذا ابتلانا.

 

  • لو قلتَ لشابّ:

تجوَّلْ في نفسِكَ اليومَ بدلَ أن تتجوَّلَ في السوقِ أو الشارع،

لضحكَ منك،

فإذا حدَّثتَهُ عن أغوارِ النفس،

ومواطنِ النورِ والظلمةِ فيها،

وأمراضها التي لا تُحصَى،

وعلاجاتٍ وُصِفتْ لها،

وعياداتٍ فُتحتْ لأجلها،

وقفَ مشدوهًا وكأنه لا يعرفُ نفسه!

 

  • المجنونُ لا يُلامُ إذا فعلَ أفعالاً غريبةً ومنكرة،

 ولكنَّ العاقلَ يُلامُ ويُعاقَب،

فإذا لم يُعاقَبْ انتشرَ الظلمُ والفسادُ في المجتمع،

ولكنْ كيف بمن يتقصَّدُ خلخلةَ مخِّهِ وإزالةَ عقله،

ليتصرَّفَ كما يتصرَّفُ المجانين،

ويعيثَ فسادًا،

ويصيرَ مجرمًا أو عالةً على أهلهِ ومجتمعه؟

إنهم الذين يشربون الخمر،

ويتعاطَون أنواعَ المخدِّرات.

 

  • كان عشّاقُ الكتبِ يتفننون في الاعتناءِ بالكتابِ والاستئناسِ به،

بلمسه،

أو مسحه،

أو تجليدهِ على ذوقِ صاحبه،

أو ضمِّهِ إلى صدره،

أو كتابةٍ على طرَّته،

أو تركهِ مدَّةً على الطاولة،

أو أخذهِ معه إلى الحديقة..

أو تزيينِ مكتبتهِ بنوادرِ الكتبِ والخطوطِ والبرديات،

بحيث تشرحُ الصدرَ وتملأُ النفسَ بهجة،

ولا أدري كيف يكونُ هذا مع الكتابِ الإلكتروني،

وكيف يكونُ التلذذُ باقتنائه؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين