خواطر في سبيل الله -10-

• يا بني، 

كنْ كالخادمِ مع الشيخِ الكبير،

وإذا ناداكَ لمساعدةٍ فأجب،

وانظرْ إلى ما يقول،

ولا تُطِلْ كلامكَ معه،

وارفعْ صوتكَ بحيثُ يسمعُ ولا تزد،

وإذا سكتَ فاسكت،

وأفِدْ من كلامهِ وأدبه،

وانظرْ يا بنيَّ إلى تجاعيدِ وجهه،

فإنها خطوطُ سنواتٍ وتجاربُ عمر،

وانظرْ إلى سكونهِ وحركاتهِ الهادئة،

فإن أعضاءَهُ لم تعدْ تطاوعْهُ ليتحرَّكَ مثلكَ بسرعة،

وقد كان مثلكَ في يومٍ من الأيام.

 

• اعملْ بما يناسبُ طبيعتك، 

وبما يلائمُ قدراتك،

ولا تقلْ لماذا لستُ مثلَ فلانٍ وفلان،

فإنك تقدرُ على أشياءَ لا يقدرُ عليها آخرون،

وهؤلاء قادرون على أشياءَ لا قدرةَ لكَ عليها،

وقد فضَّلَ الله بعضَ الناسِ على بعضٍ في قوةِ الجسمِ أو الذكاء،

ليتعاونوا ويعمِّروا الدنيا،

ويندرُ أن تجدَ رجلاً تجتمعُ فيه قمةُ الخصالِ والقُوى الإنسانية.

فليرضَ كلٌّما قُسِمَ له،

ولا يتمنَّى حظَّ الآخَرِ ولا يحسدهُ على ذلك،

فما عندهُ كفايةٌ له وزيادة.

يقولُ ربُّنا تباركَ وتعالى:

{وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}

سورة النساء: 32.

 

• لا ترهقْ نفسكَ بالمكالماتِ والعلاقاتِ والمجاملاتِ مع الناس،

واكتفِ بما يُجبرُ الخاطر،

ويثبِّتُ الأخوَّةَ في الدين،

ويقوِّي صلةَ الرحم،

واغتنمْ وقتكَ بأعمالٍ أخرى ترفعُ درجاتِكَ عند ربِّك،

وتملأُ صفحةَ أعمالِكَ بما يُفرحُكَ يومَ العرض.

 

• إن الكافرَ لا يكونُ عقلهُ وخواطرهُ على وتيرةِ كفرٍ واحدة،

فإن هواتفَ الإيمانِ والفطرةِ تخاطبُ أعماقَ نفسهِ بين فينةٍ وأخرى،

وتذكِّرُ عقلَهُ الباطن،

ليتفكَّرَ بما يرى من آراءٍ قويمة،

وآياتٍ وحججٍ قوية،

تؤكدُ نظرةَ الإيمان،

لكن المغرورَ والأحمقَ (يطنِّش)،

ويمرِّرُ هذا التذكيرَ بسرعة،

ولا يدَعهُ يدخلُ في (أعماقه) أو يستقرُّ فيها،

وغيرهُ قد يبحثُ ويتفكرُ ويتحرَّى،

فإذا قويتْ عزيمتهُ على الإيمانِ هداهُ الله.

 

• لم يبقَ للكتابِ ذلك الأثرُ في النفس، 

ولا تلك الرهبة،

فقد شاعَ وكثرَ وتنوَّع،

ثم نافستهُ وسائلُ قراءةٍ أخرى،

وكان المرءُ إذا مرَّ كلَّ شهرٍ أو شهرين بمكتبة،

واشترى منها ثلاثةَ كتبٍ تعجبه،

ضربَ معها صحبةً حتى آخرِ الشهر،

وأتى على نهايتها،

وجعلَ لها مكانًا في ذاكرته،

وقد يدوِّنُ ما أعجبهُ منها،

أو لخَّصه،

واليومَ صارتْ قراءةُ العناوينِ البارزةِ والفهرس،

أو موضوعاتٍ مختارةٍ منه،

هي السمةَ البارزةَ للقراءة..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين