خواطر في زمن الثورة (9)

@@ أشواق الاِنعتاق...

لا تعني الثّورة، إسقاط "نظام سياسي" مستبد متغول، ورؤوسه السّامّة، فحسب، الثّورة تعني تجريف كلّ الأنظمة التربوية والثقافية والفكرية والتربوية والإنسانيّة، التي أفسدت الأخلاق والأسرة والمجتمع والإنسان، و جعلت الناس يرضون بالعيش تحت وطأة الأنظمة الاِستبدادية، حُقَباً متطاولة خانعين راكعين.

من هنا جاء الهتاف الثوري السّوريّ المُتميز: "هيه، ويلا، وما منركع إلا لله".

إنه أعلى درجات التّعبير عن أشواق الاِنعتاق والتّحرر من سطوة الجلادين، الذين عملوا طويلاًعلى تركيع الناس، وتحطيم كرامتهم، و اِغتصاب إرادتهم.

إنه الاِنسلاخ من حالة الاِستلاب الشاملة، والعودة إلى المعنى الحَقّيقي للعبودية للرب الأعلى سبحانه، والتي تتمثل في التّحرر التّام من العبودية لكل ما سواه، من كبار وصغار الطواغيت.

شعار.. هَدَرَت به حناجر المسحوقين، خرجوا يصنعون بدمائهم وجراحهم وصبرهم وآلامهم، مستقبلاً آخر مختلفاً.

من فهم الثّورة على هذا الوجه، واِستوعب شعاراتها.. فهو يعلم يقيناً أن الثّورة مستمرة ، ولاعودة.

كائنة ما كانت الفظائع التي يرتكبونها للقضاء عليها.

20.12.2012

#خواطر_في_زمن_الثورة_نوال_السباعي

#رتقٌ_على_جراح_الذاكرة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين