تبادل أدوار..وسؤال مُلِّح
ما حصل في فلسطين، على أيدي الأغوال الإسرائيلية من بني صهيون، بمساعدة الغرب، وتَواطُؤ و"صمت" الاِتحاد السوفييتتي -كما كان يُسمَّى في حينه- .. هو عين ما يحدث اليوم -معكوساً- في سورية، على يَدّ الأغوال الطائفية المَدعومة بالوحوش الروسية -الإيرانية، وبِصَمْت وتُواطُؤ الغرب.
تبادل أدوار .. بين الاِستعمارين الشرقي والغربي .. باِستخدام "عُملائهم" و "عَبيدهم" في منطقتنا.
لقد حاكوا في سورية، مشروع دُويلتهم "الأقلوّية"، بنفس النهج الذي أقام به المجتمع الاِستعماري الدُولي ربيبته "إسرائيل"، وتصرفوا كما تصرفت عصابات "الهاغاناة" الصهيونية في فلسطين، شبراً فشبراً، تقتيلاً واِغتصاباً.. وتمددوا في وجود السوريين ثعابين سامّة، تلدغ وتلتهم فرائسها في دأب شبحيٍّ صامت، خلال الثلاثين عاماً التي حكموا فيها سورية بالدم والرعب.
وجاؤوا الآن، إذ قامت الثورة، يريدون اِستعجال الأمر، وفرض ما اِشتغلوا عليه طويلاً ، على الأرض والشعب، عن طريق المذابح المروعة، والعقوبات الجماعية، والهدم المُنظم، والإغراق في الإجرام، والاِستقواء بالأعداء.
لئن اِستطاعت "إسرائيل" بتقدمها العلمي والصناعي الفائق في المنطقة، وسلاحها النوعي المتقدم جداً، واِتكائها الكامل على كل القوى الاِستعمارية في هذا العالم .. أن تمدّ حدودها من الفرات إلى النيل، وبعد سبعين سنة من الصراع، فستستطيع هذه العصابة من الوحوش المتخلفة من سقط البشر، أن تقيم دويلة طائفية في أرضنا.
منذ مائة عام، يتبادل الشرق والغرب دور دعم كل مارقٍ ودخيلٍ على المنطقة العربية، بهدف بقاء الأمة راكعة، لاِستنفاذ آخر قطرة من ثرواتها وخيراتها، أو .. حتى يتوقف في عروقها، ذلك الحُداء الذي يُرهبهم ويُرعبهم وعُمّالهم وعبيدهم في ديارنا.
تبادل الأدوار بين المستعمرين، ومكر الليل والنهار، لن يجديهم نفعاً في مواجهة شعوب لا تُسقِط حقوقها، ولا تتخلى عنها.
ويعود نفس السؤال ليطرح نفسه علينا من جديد:
ما الذي يجعل التّحالف مع "الشرق الاِستعماري" وطنية، و التحالف مع "الغرب الاِستعماري" خيانة؟!
إذا كان كلاهما حارساً لِمصلحة وأمنِ وحدود وسلامة وبقاء "إسرائيل"، قاعدة "المجتمع الاِستعماري الدولي" شرقه وغربه، في المنطقة العربية.
وإذا كان "الاِتّحاد الروسي" -في حينه- أول جهة دولية اِعترفت بإسرائيل في العالم على قدم سواء مع كافة الدول الاِستعمارية الغربية؟!
ما الذي يجعل اليوم التحالف مع الشرق برؤوس شياطينه وأذياله في أرضنا.. وطنيةً وتقدماً ومقاومةً وممانعةً ؟! والتحالف مع الغرب بعملائه وحمقى أتباعه وحلفائه في بلادنا.. خيانةً وسقوطاً واِنخلاعاً وكُفراناً؟! في ظلّ المذبحة الكبرى الجارية في "قرية" العولمة واللاقطبية.
و ما الذي يمنح القتلة القادمين من "الشرق"، الحقّ في اِستلاب إرادة السوريين؟ خاصة وأن عَدُوَّ السوريين الأسد وعصابته، هم الذين طلبوا منهم، أن يكونوا درعاً لهم في مواجهة "شعبهم"، مُدّعين، أنهم "هم" وحدهم السوريون!
لقد فتحوا بذلك، راغمين ومختارين، جبهة صراع دوليّ في سورية، ستكون فيها دماء السوريين وعذاباتهم، "العُملة النقدية"، التي سَيَجْري بها تداول النفوذ والهيمنة والاِستعمار، بين هذا الشرق الاِستعماري النَذْل، وهذا الغرب الاِستعماري الخبيث.
25.3.2012
........................
#خواطرفيزمنالثورةنوال_السباعي // الجزء الأول
#رتقٌعلىجراح_الذاكرة
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول