خواطر في زمن الثورة (11)

@@ لقد سلمونا سوريا موحدة واحدة ..وعلينا أن نُحافظ عليها واحدة موحدة، ونُسلمها إلى أبنائنا وأحفادنا بنفس الصيغة.

من رسائل الأستاذ عصام العطار إلى الشّعب السّوريّ الثّائِر:

"عندما جاء غورو، قائد الحملة الاِستعماريّة الفرنسية على سوريا، توجَّهَ من فوره، إلى قبر صلاح الدين الأيوبي، فركله بقدمه، وقال له: ها نحن قد عدنا، ها نحن قد عدنا، يا صلاح الدين.

ثم بدأ في تقسيم البلاد، وتجزئتها، طائفياً ومناطقياً واِجتماعياً، فأقام هو ومن أتى بعده في سوريا الصغيرة، دولة للعلويين، ودولة للدروز، ودولة حَلَب، ودولة دِمَشق، وأنشأوا إمارة خاصة للبدو.

وما ذلك إلا كي لا تقوم لسورية المُقَسَّمة قائمة، ولا تقدر على تحرر أو نهوض.. وليضربوا بحدود حاجاتهم ومصالحهم، سوريا وأعراقها ومناطقها وشرائحها الاِجتماعية، بعضها ببعض، فيَضْمَنوا عجزها الدائم، وهيمنتهم المُطلقة على الدَّوام.

فما الذي أفشل هذا المشروع القاتل الرهيب؟؟ أفشله الشّعب السّوريّ، بأكثريته العظمى، بمُختلف أديانه وطوائفه وأعراقه ومناطقه وطبقاته، بالأُخوّة الوطنية ، وبالنِضالِ المُشترك من أجل الحرية والوحدة والاِستقلال، حَتَّى نَصَرهم الله، فسلمونا سوريا موحدة مستقلة.

فَشِلَ هذا المشروع بعد أن أقاموه فِعلاً على الأرض.

أيها السّوريّون، حافظوا على وحدتكم الوطنية، وطهارة ثورتكم النقية، من أجل، الحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان، فذلك هو سبيل اِنتصاركم الأخلاقي والسّياسيّ والحضاري.

وإياكم إياكم من الاِنقسام والفِرقة الطائفية، فإن هذا ما يريده بكم أعداء ثورتكم في الداخل والخارج، وهو لا يتلاءم مع أهداف ثورتكم، ومقاصدها السّامية العادلة، ولا مع مصلحة أي فئة وطنية، ولا أي مواطن حر شريف من أبناء الأمة والبلاد" .

21.12.2011

#خواطر_في_زمن_الثورة

#رتقٌ_على_جراح_الذاكرة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين