خواطر في حقوق المرأة بين المشروعٍ شرعاً والمشروع غرباً

• إنّ واقعَ المرأة المسلمة اليوم ليس عَرَضاً أو أثراً محصوراً على (تطبيق الشريعة والفقه الإسلامي)؟ بل هو خليط. ولو سألنا الناس: (هل المسلمون اليوم ملتزمون بشرعهم؟) لوجدناهم ينكرون بشدة ذلك، ولا يحمِّلون أحكام الشرع الحال التي وصلوا إليها، ولا يفرّقون في ذلك بين الأحكام الصريحة والفتاوى الفقهية المختلفة.

• إنّ حالةَ الفوضى والخلط بين (القوانين والأعراف والعادات والأحكام الشرعية)، يجعل الحمل والتبعة الأخلاقية مختلطة، ودون تساوٍ في النصيب، فربّ عاملٍ له قصب السبق، والوزر الأعظم، والنصيبُ الأوفر، حتى ما عاد يُعرَفُ معروفٌ من منكرٍ بين الناس، وإن الأمر إذا اختلط فسد.

• إن عزوف الشباب والشابات عن الزواج أمرٌ ملحوظ في زماننا، لما يتهيّبونه من التزام، وتكاليف وأمور كثيرة ينكرونها، فكيف بهم إذا تم تقنين قضايا كقضية (الاغتصاب الزوجي) أفليس هذا الحال ومظنة المآل معتبراً في مقاصد الشريعة؟

• لا ينكر مسلم ومسلمة قول الله تعالى: (وللرجال عليهن درجة)، فهنا شرعٌ بأمرٍ للرجال دون النساء سمَّاه القرآن (درجة) لما فيه من تحمّل ومسؤولية، فيجب معرفتها والتزامها.

• لا ينكرُ مسلم ولا مسلمة قول الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، والقوامة المشروعة واجبٌ معلوم، وما يلزمنا هو تعليمها بشكلها الصحيح، وتحريرها من فهمٍ أو فعلٍ خاطئ، كما يلزم معه تعليم الناس كثيراً من أمور دينهم.

• إن الإباحية قد فشت في العالم تفشياً عظيماً، فما الذي يجعل آلاف النساء يقبلن بهذا الواقع مع ما فيه من ذلّ وإهانة وأذىً وإذلال؟ وهل تستقيمُ مقارنة حال من ابتليت بمثله من النساء، مع حال من كانت تحتَ زوجٍ ينفق عليها، غليظ، لا يعرف من حقوقه إلا الأمر والنهي، (مع كونه نموذجاً غير معبّر عن القوامة الشرعية).

• إن تحقيق المصالح الجزئيَّة لا يعني بالضرورة صوابَ المنهج والطريق، فربَّ عارضةٍ رأى العقلاءُ معها تغيير وجهتهم فضلُّوا وأضلوا، وربّ عارضة لا سبيل لتجاوزها إلا بالتمسّك والاستعانة بالله، والصبر والمصابرة حتى تزول فيخرج بعدها المرءُ سالماً غانماً.

• العقل والتعقل أمر عظيم، وأعظم منه كلامُ الله عز وجل وهديُ نبيه، فكم غابت حِكَمٌ عن بعض أصحاب العقول، وكم استخفّ الناسُ بعد زمان باختياراتهم لأنهم عدلوا برأيهم عن نصٍ صريحٍ لم يعقلوه.

• نعم إن لِمظلومية المرأة شواهدَ كثيرة من واقع المسلمين اليوم، وعواملها كثيرة، تشمل النساء أنفسهن، فكم وقفت بعض النساء ضد بنات جنسهن، فالمفسدة في العقول والقلوب لا في الأجساد والأجناس، قال تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).

• من علامات معرفة صواب اختياراتنا من خطئها (نوعيةُ الأنصار)، فإنّا لنعلمُ أن الصواب جانب رأينا، إذا وجدنا النصر من (أهل الباطل) لبعض آرائنا.

• إنما الذكورية تهمة تصيب من يصرُّ على معاملة المرأة كسلعة، ويدعوها للكسب ثم يتهرب من كل مسؤولية أسرية.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين