خواطر في ثورة العصر

يبدو أنّ الأسد و عائلته قَرُبَ استنفاد دورهم من قِبَل من استخدموهم، و لو بعد حين، و لكن يتهيّأ لي قريباً..ًحيث أصبح عِبأً بشخصه و رمزيّته و رموز و أركان حكمه... 

فالقاصي و الدّاني يعرف أنّه يستحيل أن يعود السّفّاح لحكم سوريا بعد شلّالات الدّماء الّتي سالت غزيرة على أرض بلاد الشّام المباركة...

لقد بات إحراجاً لمن يجيدون ذرف دموع التّماسيح على "الشّعوب المقهورة" و حقوق المرأة و الطّفولة البريئة...عصر النّفاق بامتياز!

و لكنّ المعضلة الّتي تواجه أصدقاء سوريا "اللّدودين"(لا، ليس خطأً مطبعيّاً أو سهواً) الّتي تعذّر حتّى الآن إخراجها و تجميل صورتها تتمثّل في البديل، فسوريا ليست البوسنة و الهرسك الّتي فُرِض عليها إتّفاق ديتون فرضاً و قصراً بمنطق "ديتون أو سربنيسكا"..

و يبدو واضحاً جليّاً أنّ "الأصدقاء اللدودين" هؤلاء يسعوْن للوصول إلى معادلة مشابهة مع فروقات ترقيعيّة لأنّ سوريا ليست البوسنة لأسباب عديدة، و حيث يُستغنى عن الأسد

(ميلوسوفيتش سوريا) بل و يُحاكم لتحقيق ما يُسمّى زوراً و نفاقاً بالعدالة الدوليّة..

أتوقّع شخصيّاً فشل هذا السيناريو لأنّ سوق المصالح في هذه المنطقة معقّد جدّاً، و الصّراع الحضاري و العقائدي على أوجه، و بدء الحروب أسهل بكثير من إنهائها في هذه المنطقة من العالم....و هنا المعضلة!

ثمّ إنّ فرض حلّ الدّويلة العلويّة على السّاحل قد يفتح الباب على مصراعيه لحروبٍ إقليميّة  لن يستطيع الغرب في مرحلة ما السيطرة على الوضع فيها، وهذا احتمال يُعتبر خطر على أمن إسرائيل القومي كما على مصالح الغرب الإستراتيجيّة في الخليج..

وفرض نظام علماني لم يعد عند شريحة كبيرة من السّوريّين مقبولاً..

فهم ما سبق مهمّ و أساسي لتوقّع الآتي ولو بعمومه، و فهم طبيعة الصّراع،  ومن ثمّ التخطيط و التّحضير لمعركة قد تكون طويلةً جدّاً و ذات أبعاد حضاريّة أمميّة "وجوديّة" (قالها نصر اللّات، و قد صدق و هو كذوب)..

وًمن أسباب النّصر فهم طبيعة الصّراع و العدوّ و المعركة و حسن إدارتها..

يحضرني قوله صلّى الله عليه و سلّم ما معناه: "تركت فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدا: كتاب الله و سنّتي"... فشمّروا عن سواعدكم يا أيها المسلمون!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين