خواطرفي سبيل الله -1-

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى آلهِ وأصحابهِ ومن والاه، وبعد:

فهذه خواطرُ دعويةٌ وثقافيةٌ واجتماعية، ألحَّتْ عليَّ فقيَّدتها، أو ألححتُ عليها فخرجتْ من أصدافها، فكانت جديدةً تشقُّ طريقها، أو أنيسةً جاريةً راغبةً في نشرها، تذكِّرُ وتبشِّر، أو تُنذرُ وتحذِّر، وقد تنطقُ بالحكمة، أو تستنتجُ العبرة، وتوصي بالخُلقِ الطيب، وتحذِّرُ من الظلمِ والفساد، وتقوِّمُ وتُصلح.. وتقارنُ بين الحقِّ والباطل، وبين الهدايةِ والضلال، والثوابِ والعقوبة، والخيرِ والشرّ، والدنيا والآخرة، وتخاطبُ القلوبَ الحيَّة، وتسلكُ سبيلَ الله. والله أدعو أن ينفعَ بها.

 

....... 

 

• كان يمنِّي نفسَهُ بغداءٍ شهيّ،

من سمكٍ لذيذٍ مشويّ،

وهو يمضي أحدَ أجملِ أيامهِ على شاطئ البحر،

وأحبَّ أن يلهوَ قبلَ ذلك،

ويتفنَّنَ في السباحةِ والغطس،

فأبعدتهُ موجةٌ في طرفةِ عين،

وكان كلما سبحَ باتجاهِ الشاطئ قذفتهُ موجةٌ أقوى إلى ما هو أبعد،

ورآهُ سمكٌ وحشٌ فنهشَ لَحمةً من رجله،

ثم تكاثرتْ عليه الأسماكُ فكان فريسةً لها،

وكان هو يريدُ أن يتغدَّى بها.

 

• ليكنْ قلبُكَ معلَّقًا بالله فيما تُقدِمُ عليه من عمل،

فإنه لا توفيقَ لمن لم يوفقهُ الله،

ولا هدايةَ لمن لم يهده،

{وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}سورة النور: 40.

 

• تفكَّرْ في أحوالِ الناسِ واعتبر،

هناك من يودِّعُ الدنيا بـ (لا إله إلا الله)،

وآخرون يودِّعونها بكلماتٍ فاجرة،

أو تعلُّقٍ ظاهرٍ بالدنيا وآثارها،

بحسبِ ما كانوا عليه في الدنيا.

 

• يؤولُ أمرُ الناسِ إلى فريقين فقط،

لا ثالثَ لهما،

فريقٌ في الجنةِ يَنعَمون،

وفريقٌ في السعيرِ يحترقون،

فمصيرُ أهلِ الإيمانِ واحد،

ومصيرُ ملَّةِ الكفرِ أيضًا واحد.

 

• يقولون إنه ما كان يخلو عالمٌ من كنّاشٍ عنده،

وهو الدفتر، أو الكشكول، أو المذكِّرة.

يدوِّنُ فيه ما يحضرهُ من خاطرةٍ أو فائدة،

وما يسمعهُ فيعجبه،

أو ما يقرؤهُ فيقيِّدُ منه ما يحبُّه،

وتمرُّ السنواتُ فيرى كنّاشتهُ قد كبرت،

بينها الكثيرُ من النافعِ والهادف،

ثم يراهُ جديرًا بأن يكونَ كتابًا،

فيهذِّبهُ ويرتِّبه،

ويُخرجهُ للناسِ لينتفعوا به،

وهكذا ينتشرُ العلم،

ولعلكَ تكونُ مثلهم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين