خماسيات إصلاحية

يصيب المرء الذهول والصدمة والعجز أمام حجم الخراب الحاصل في بلاده في مجالات الحياة كافة.

ويصيب المرء الإحباط والتشاؤم حين يفكر مجرد تفكير في إمكان نهضة وإصلاح بلاده ذات يوم في أجل قريب او بعيد.

قوله سبحانه: "إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ  وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ  عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ"

منهج قرآني خالد وواضح ومُطَمْئِن جاء على لسان نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام.

إصلاح نفسي ما استطعت.

إصلاح بيتي ما استطعت.

إصلاح مجتمعي ما استطعت.

إصلاح عملي ما استطعت.

إصلاح دائرة مسؤوليتي ما استطعت .

إصلاح الانسان مطلق الانسان ما استطعت.

لكن لا تطمع بإصلاح إلا بتوفيق من الله وتوكل عليه وإنابة إليه

ومعنى الآية: أن الإصلاح _ أي إصلاح _ كي يتحقق وينجح لا بد له من توافر عناصر خمسة:

1_ أن تريد وتنوي هذا الإصلاح.

"إن أريد".

2_ أن لا تبتغي به أجرا فلا تريد الا ذات الاصلاح.

"إلا الاصلاح".

3_ أن يكون إصلاحا على الحقيقة وفق منهج الله لا منهج غيره.

"الإصلاح".

4_ أن تبذل غاية استطاعتك فيه.

"ما استطعت".

5_ أن تستعين بالله وتتوكل عليه وتنيب إليه وحده في حركتك وإصلاحك.

"وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب".

ولهذه العناصر مستلزمات خمسة:

1_ فالإخلاص بحاجة الى معرفة وصدق توجّه.

2_ والتجرد بحاجة الى تضحية وزهد عما في أيدي الناس.

3_ وصواب الإصلاح بحاجة إلى علم وفقه فكم ممن أراد أن يصلح فأفسد.

4_ وبذل الجهد والاستطاعة بحاجة الى همة وعزيمة.

5_ والتوفيق والتوكل والانابة بحاجة إلى حسن العلاقة مع الله.

فتمام الإصلاح أن يكون المصلح:

1_ مخلصا.

2_ متجردا.

3_ متبعا.

4_ صاحب همة.

5_ مستعينا ومتوكلا ومنيبا.

(وللمصلحين من هذه الخماسيات حظ نصيب متفاوت فهم درجات عند الله).

فاذا تمت هذه الخماسيات فقد أبرأت ذمتك وأديت مهمتك وبلغت رسالتك ولا عليك بمن ضل أو اهتدى وإن عليك إلا البلاغ.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين