خلفيات فكرية -1-

خلفيات فكرية (1) :

حرص الاستشراق على تصوير الإسلام بأنه دين خرافي ولا يليق إلا بالأعراب والمتخلفين، كما حرص الاستشراق أيضا على تصوير المسلمين بأنهم جماعة همجية ومتخلفة وقتلة ودمويين، فانصبت كتاباتهم ودراساتهم نحو تعزيز هذه النظرة والفكرة، ثم قام أتباعهم من العلمانيين ثم الليبراليين لتكرار نفس الأفكار والصور ، واستخدم المستشرقون والعلمانيون والليبراليون الأدوات المختلفة لجعل هذه الفكرة والصورة عن الإسلام والمسلمين مسلمة من المسلمات التي لا يناقش فيها، فأنتجوا لذلك الأفلام والمسلسلات ودبجوا الخطب والمقالات وكثفوا ظهورهم بهذه الأفكار على وسائل الإعلام والحوارات، وفي كل ذلك كانوا يلقون دعما سياسيا وفكريا وماليا من الحكومات والدول التي ينتمون إليها إضافة للدعم الدولي، ومن أمثلة ذلك أنك تسمع الزعماء في العالم يقولون بأن الإرهاب لا دين له ولكنهم لا يستخدمونه إلا للجماعات الإسلامية المقاتلة، أو إذا قام مسلم بعمل جريمة، أما إن قام غير المسلم بعمل إجرامي وإن كان أفظع وأشد فلا يخرج عن دائرة العنف والجريمة البشعة على أكبر تقدير، ولهذا تجد كل الاتفاقيات الأمنية بين الدول تؤكد على محاربة الإرهاب، و نرى تطبيقها في الدول العربية المسلمة عندما تقمع الثورات ذات الدافع الإسلامي أو ذات الصبغة الإسلامية أو ذات الهدف الإسلامي ولو بالرائحة ، عندها يدافع الغرب عن تلك الحكومات ويبرر قتلها وإجرامها بأنه مشروع بسبب مكافحة الإرهاب.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين