خطورة الجهات التي تمد أصحاب الفكر الاستئصالي

 

مشكلة ليست فقط في القاعدة أو في داعش. المشكلة الحقيقة هي في الجهة التي تمد القاعدة وداعش بالفكر الإقصائي الاستئصالي.

 

والمشكلة ليست فقط في أحمد الجربا ومحمد دحلان وصالح مسلم وأشباههم وصولاً إلى بن علي وأحمد شفيق وعلي صالح وحفتر والسيسي.

 

المشكلة الحقيقية هي في الجهة التي تمد هؤلاء بالمال الإقصائي الاستئصالي والإعلام الإقصائي الاستئصالي.

 

والمشكلة ليست فقط في جيش الإسلام وأبو النور طبرنين وكعكة والجامية وعبد العزيز الريس وربيع المدخلي وسعيد رسلان وحزب النور وبرهامي ومخيون وبكار.

 

 المشكلة الحقيقية في الجهة التي تمد كل أولئك بالفكر الإقصائي الاستئصالي والمال الإقصائي الاستئصالي والإعلام الإقصائي الاستئصالي.

 

من يتلقى هذا "المدد" الإقصائي الاستئصالي فهو إما يُكسى حلة أكبر من مقاسه بكثير إن كان حسن النية أو يشيد صرحاً للفساد والإفساد والضرار والإضرار إن كان سيء السيرة والسلوك والطوية.

 

 وكلا الحالين في نهاية المطاف يفضي إلى بعثرة الجهود وتشتيت الصفوف وتمزيق الشمل وتفتيت المجتمع وإيقاد نار الفتنة الداخلية والإتيان على البنيان من القواعد وإبقاء الشعوب في حالة من الضعف والوهن المفرط حتى يسهل قيادها ويعسر إفلاتها من قيود الاستبداد التي ترسف فيها.

 

وكل ذلك في الخلاصة لا يخرج عن كونه صد عن سبيل الله، أو إشاعة للفاحشة بين الناس، أومحاربة لله ورسوله، أوتمكين لأعدائه واضطهاد لأوليائه أو كلها مجتمعة!!

 

ثمة مستبدون يمارسون استبدادهم بالوسائل الصلبة من قتل وذبح وقصف وتشريد .....

 

وثمة مستبدون يمارسون استبدادهم بالوسائل الناعمة وهؤلاء لا يختلفون عن الفئة الأولى في الجوهر.

 

كل ما في الأمر أنهم يحسنون استخدام الموارد الهائلة التي بين أيديهم ومن ثم فإن آثار استبدادهم تنخر ببطء ولكن باطراد مرعب في طول البلاد وعرضها.

 

والمستبدون أصحاب الوسائل الناعمة لا يمكن أن يكونوا في صف الشعوب التائقة للحرية والكرامة والديمقراطية والاستقلال.

 

إيهام النفس بغير ذلك خطأ استراتيجي هائل يؤدي إلى عواقب وخيمة!

 

وفقط عندما تحزم الحركة الإسلامية أمرها وتتصالح مع هذه الحقيقة المرة وتتخذها حجر زاوية في بناء تصورها الاستراتيجي للأحداث وفي اجتراح خطنها الاستراتيجية للتعامل معها .... فقط عندئذ تكون قد وضعت قدمها على طريق الألف ميل الناجع من أجل إحداث أثر إيجابي في مجتمعها ترجو من خلاله ثواب ربها ومكانة لائقة بها في التاريخ.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين