خطورة التعدي على المؤمن بالبخس أو اللعن

 

قال تعالى : " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً" 

وسمى الله تعالى المال خيراً في مواضع كقوله سبحانه : " وإنه لحب الخير لشديد".

وسماه فضلاً وأضافه إليه فقال:  "فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله".

وشرف المال وقيمته مكتسبة من فائدته ، وهي كونه سبباً في تحصيل الفضائل والكمالات الإنسانية ، فهو وسيلة على كل حال، وهي غايته وإليها منتهاه، ولإفضاء المال إليها صار ذا قيمة وبالٍ، واحتيط له وشرع طلبه بالمعروف وحفظه ودفع من يعتدي عليه، وشرعت عقوبة سارقه، ونهي عن إضاعته، ..

وقد حرم أكله بالباطل.

وبذلك جاءت الشرائع الإلهية، وقد قص الله تعالى في كتابه خبر شعيب صلى الله عليه وسلممع قومه أهل مدين وهم أصحاب تجارة، ويظلمون بها وفيها الناس، فكان مما قال لهم خطيب الأنبياء شعيب صلى الله عليه وسلم: " وزنوا بالقسطاس المستقيم، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تعثوا في الأرض مفسدين".

فإذا كان العبد مأموراً أن يزن أموال الناس بالقسطاس المستقيم، وأن لا يبخس الناس أشياءهم فما الظن بأديان الناس وأخلاقهم الذي إنما يراد المال ويحفظ ويطلب لأجلها، فهي أولى بالقسط وعدم البخس.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لعن الؤمن كقتله" ، والقتل أفحش من السرقة باختلاف درجاتها، وعقوبته في الدارين أشد، وهذا يبين وجهه مما تقدم أن اللعن متعلق بدين المرء ومصيره وحظه من ربه عزوجل فإن معنى اللعن الطرد من رحمته سبحانه، فإذا طرد العبد من رحمته تعالى فأيش يبقى له؟.

فلا ريب أن التعدي على المؤمن بذلك أفحش في المعنى من التعدي على ماله ونحوه من متعلقاته.

ولكن البلية أن أكثر الناس لا يبالون بخطر الكلام وربما غفلوا أنه قد يفوق وقعه وقع السهام، ويتعدى أثرُه أثرَ الكِلام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل لينطق بالكلمة من سخط الله يهوي بها في النار سبعين خريفاً".

فأمر اللسان خطير جداً ، وعلى قدر خطره كانت الغفلة عنه لعدم اقتران أثره الحسي به، فنعوذ بالله العظيم من شره

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين