خطباء برتبة جهلاء...

ولو تشرفوا بالاطلاع على المصنفات الحديثية الصحيحة من كتب الصحاح والسنن والمسانيد والجوامع ولو اطلعوا على كتب الأثار لوجدوا من الصحيح والحسن مايغنيهم عن الأحاديث المكذوبة والأخبار المفتراة..

ولكنهم أخلدوا للكسل واستعذبوا الجهل ، وأخذوا يحدثون من كتب الأخبار والمواعظ دون تمحيص ولا تثبت ولاتفكر... 

وحاولوا التأثير على المتلقين بجهورية الصوت، وبالزي الديني الذي يلبسونه، والمنبر الذي يعتلونه، وباليد التي يبسطونها لتقبل على أنهم علماء وماهم بعلماء لتقبل أياديهم ..

فارتكبوا محظور رواية الأحاديث المكذوبة والأخبار الهزيلة الموضوعة فباؤوا بالإثم العظيم ، واستخف بهم الناس وبمايقولون، ولم يدركوا أن جيل اليوم جيل واع يملك منهجية النقد والتفكير والدقيق في كل مايتحدثونه اليهم يناقشون ويكشفون النقاب عن مدى صحته.

انتهى زمن الكذب في المنابر والمحاضرات والدروس فلم يعد له سوق...

فتنبهوا

ولو أنصف أولئك المتعالمون المتفاصحون الجهلة لعظّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكذبوا عليه أبدا، ولعظموا الصحابة والسلف فلم يفتروا عليهم.

ولاحترموا عقول الجماهير التي تسمعهم، 

ولتوقفوا البتة عن رواية الخرافات والأساطير،

ولامتنعوا عن التهويلات والتضخيم،

ولا عتدلوا في تقدير العلماء والصالحين وتركوا المبالغات فيهم ..

ولحدثوا الناس بما يعقلون..

ولصانوا انفسهم بالتواضع والتعلم المستمر ، 

ولأخلدوا للسنة يدرسون ويتعلمون حتى الممات.

فهل تراهم يفعلون .

*وقل رب زدني علما*.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين