حين يخاف الرجلُ من عالم المرأة

أجرتْ جريدةُ (نبض الشباب) العراقية تحقيقاً عن أسباب عزوف الشباب عن الزواج، نُشِرَ في العدد (١٦)، بتاريخ ٢٩ ربيع الآخر ١٤١٨ الموافق ١ أيلول ١٩٩٧، وقد رأيتُ نشرَ طرَفٍ منه –وهو سؤالان أجابَ عليهما الوالد- حفظاً له من الضياع.

***

-جاء في التحقيقِ المذكورِ قولُ المُحرِّر (حسن محمود الجبوري):

كما قلنا سلفاً: إنَّ موضوع الزواج -الآن- يمتلك زوايا وجوانبَ عديدة، لا يجمعُها موضوعٌ واحدٌ، ولكن كما يقولون: إنَّ بعض الشيء أهونُ من بعض، وفي "جامعهِ" كشفَ لنا الأستاذُ الدكتور عبدُالحكيم الأنيس أستاذُ التفسير في جامعة صدام للعلوم الإسلامية بعضاً من هذه الجوانب، فقال:

المعوِّقات عن الزواج كثيرة، منها: ضيقُ ذات اليد عن متطلباتهِ ولوازمهِ. 

ولعل ما يُضاف إلى هذا: الخوف والتوجّس من الدخولِ في عالم المرأة، وحذرُ الشباب من اقترانه بفتاةٍ قد تكلّفهُ ما لا يُطيق، وقد تفكّرُ بنفسها أكثرَ مما تفكّر فيه كزوج.

وقد شكى الإمامُ اللغويُّ الزمخشري شكوى مُرَّة من زواجه فقال:

تزوَّجتُ لم أعلمْ وأخطأتُ لم أصبْ=فيا ليتَني قد مِتُ قبل التزوّجِ

فو الله ما أبكى على ساكني الثَرى=ولكنني أبكي على المتزوّجِ!

والظاهرُ أنه اقترن بامرأةٍ لم توافقه في ميوله العلمية فحوَّلتْ حَياته إلى جحيم.

وشبحُ عدم الموافقة هذا هو العاملُ الذي يُعشعش في ذهن الشاب اليوم، ولو وَجَدَ الرجلُ فتاةً توافقُه في ميولهِ وذات قناعة، لكانت أسباب الحياة البسيطة(1) عاملاً للتقارب لا للنفور.

س: وهل هناك ثمة مقترَح؟

ج- لكي لا يبقى الشابُّ في دوامة الحذر والخوف عليه أنْ يتوكلَ على الله تعالى ويلج هذا العالَم السِّحري حاملاً فانوسَ علاء الدين … وليضع أمامَ عينه مقولة سيدنا علي -كرَّم اللهُ وجهه-: "إذا هبتَ أمراً فقعْ فيه"، وهي مقولة ذهبية تعني ضرورةَ المباشرة لمَنْ يخاف أمراً ما، وهي مِنْ أنجح الطرق النفسية للقضاء على التردّد والإحجام … ولتعلم الفتاةُ التي ترفض الشابَّ الفقير: أنها لو قبلتْ به فستعيشُ في أمل الانتقال إلى الغنى، أمّا المتزوجة مِنْ غني فإنها تعيشُ الخوف من الفقر، والأملُ خيرٌ من الخوف، وكان اللهُ في عون العُزّاب.

***

(1) هذا استعمال لكلمة البسيطة بمعناها الشائع، والصحيح: السهلة. عبدالحكيم الأنيس.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين