حول معنى قوله تعالى: {عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ}

نص الاستشارة :

في آية: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين} [آل عمران:133]، كيف يكون اتساع الجنة مقرونا بعرض السماوات والأرض رغم أن الارض كروية وصغيرة جدا في الفضاء مقارنة بالسموات هل هذا دليل علي أنَّ العلم أخطأ في تقدير حجم الأرض. وكذلك يقال ان الرحله  التابعة لوكالة ناسا صورت الأرض مسطحة فهل هذا دليل قاطع على أنها مسطحة وواسعة مثل قول الشيخ بن باز والشيخ العثيمين.

الاجابة

هذا التشبيه لا يُقصد منه أن الجنة مثل مقاس السموات والأرض، وإنما المقصود أنها جنة واسعة فسيحة لا تتخيلون سعتها وحجمها، وإن العربي عندما يسمع هذه الآية يعلم أن هذه الجنة التي وصفها الله سبحانه لن يدرك حجمها وسعتها لأنه لا يدرك عرض السموات والأرض، ودونك بعض ما قاله المفسرون في تأييد هذا المعنى:

قال ابن عجيبة في تفسيره (البحر المديد) [1/ 406]: وذكر العرض للمبالغة في وصفها بالسعة لأنه دون الطول. قال بعضهم: لم يُرد العَرض الذي هو ضد الطول، وإنما أراد عظمها، ومعناه: كعرض السموات السبع والأرضين السبع في ظنكم، أي: لا تدرك ببيان.

وقال النسفي، في (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) [1/ 292]: أي: عرضها عرضُ السموات والأرض، كقوله: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ}[الحديد:21]، والمراد وصفها بالسعة والبسط، فشبهت بأوسع ما علمه الناس خِلقة وأبسطه، وخَصَّ العرض لأنَّه في العادة أدنى من الطول للمبالغة. وعن ابن عباس رضى الله عنهما: (كسبع سموات وسبع أرضين لو وصل بعضها ببعض).

أما بحث كروية الأرض من عدمها فهذا موضوع آخر والعلم يثبت ويصدق القرآن أن الأرض كروية ولا صحة لقول من يقول انها مسطحة ، نعم هي ممهدة مبسوطة ليستقر الناس عليها . ولكنها كروية و هذا ما أشار اليه القرآن الكريم عند قوله تعالى "وكل في فلك يسبحون" والفلك هو المدار ، و هناك آيات أخرى دلت على ذلك يرجع اليها لمن أراد التوسع في مظانها


التعليقات