حول حديث: (المسلم مَنْ سلم المسلمون من لسانه ويده)

نص الاستشارة :

قرأنا في الكتب المدرسية الخاصَّة بالتربية الدينية: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، نرجو توضيح ما يأتي:

1 ـ هل هذا من الأحاديث الصحيحة؟ ومن أخرجه؟

2 ـ الظاهر من معناه أن مَنْ لم يسلم المسلمون من لسانه ويده لا يكون مسلماً فكيف يكون هذا مع أنَّ كثيراً من المسلمين يؤذون غيرهم باللسان أو باليد أو بكليهما؟

3 ـ هل المنع عن أذيَّة المسلمين خاصَّة أم يشمل غيرهم من أهل الكتاب غير المحاربين؟

الاجابة

1 ـ الحديث المذكور صحيح ومتفق عليه، فقد أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما.

2 ـ المراد بالمسلم هنا: المسلم الكامل، ومَنْ لا يسلم المسلمون من لسانه ويده لا يخرج عن الإسلام، لكنه مسلم غير كامل.

وقد ورد في حديث متفق عليه أيضاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الإسلام أفضل؟ فقال: مَنْ سلم المسلمون من لسانه ويده، أي: أنَّ من سلم المسلمون من لسانه ويده يكون أفضل ممَّن لا يكون كذلك.

وليس فيه دلالة على أنَّ من لا يكون كذلك لا يكون مسلماً، و كذلك قال العلماء في الحديث المتفق عليه: (لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه) أي: لا يؤمن إيماناً كاملاً إلا من كان كذلك، ومن لا يحبُّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه لا يكون خارجاً عن الإيمان، بل هو مؤمن لكنه غير كامل.

3 ـ إنَّ ذكر المسلمين في الحديث جرى على الغالب أو لأنَّ أذيَّة المسلم أشدُّ إثماً، وأما أذيَّة غير المسلمين من الذميين والمستأمنين والمعاهدين فمنهيٌّ عنه كذلك، فإنَّ الله لا يحب المعتدين.

وفي صحيح مسلم: أيُّ الإسلام خير؟ قال: (مَنْ سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده).

وروى ابن حبان والحاكم في المستدرك: (والمؤمن مَنْ أمنه الناس) كما في (عمدة القاري) 1/131.

وواضح أنَّ التعبير بالناس يشمل المسلم وغيره، والله أعلم.

الشيخ عبد الكريم الدبان ـ مجلة التربية الإسلامية بغداد ـ العدد 9 من السنة 22: (1400-1980).


التعليقات