حول حجاب المرأة في الإسلام (11-17)

 

سؤال:

من الأسئلة الشائعة لدى غير المسلمين عن الإسلام: لماذا يحطّ الإسلامُ من قدر النساء ويحدّ من حرّيتهن بفرض الحجاب عليهن؟

الجواب:

كثيرًا ما تستهدف وسائل الإعلام وبعض الجهات المحاربة للإسلام .. المرأةَ المسلمة ومكانَتها في المجتمع، فيشيرون إلى "الحجاب" على أنّه مثال صارخ لاستعباد المرأة تحت مظلّة الشرع الإسلامي.

وللإجابة على هذا الإشكال المتعلّق بالمرأة والحجاب أقول:

أوّلًا: كرّم الإسلام المرأة ورفع من شأنها لدرجة لم تكن عليها الحضارات السابقة للإسلام، ولم تبلغها الحضارات التالية له، فكيف يُقال إنّ الإسلام قد حطّ من شأنها، وحرمها حريتها؟!

ففي الحضارات السابقة للإسلام: كانت المرأة محتقرة لا قيمة لها، بل كان هناك نقاش حول إنسانيتها؛ كما حصل في اجتماع عقد عام 586م في فرنسا لبحث شأن المرأة وما إذا كانت تعدّ إنسانًا أو لا! وبعد النقاش: قرّر المجتمعون أنّ المرأة إنسان, ولكنّها مخلوقة لخدمة الرجل!

وكانت تُعتبر مصدر الشرّ، وكانت تُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، بل كان حقّها في الحياة معدومًا -عند بعض الشعوب- حيث يتمّ وأدها بمجرّد ولادتها، أو ينتهي أجلها بانتهاء أجل زوجها!

وكانت تُستخدم كوسيلة لإمتاع الرجل؛ لذا فقد انتشرت الرذيلة في معظم تلك الحضارات، ولا يخفى ما في الدعارة من امتهان للمرأة وكرامتها وإنسانيتها. 

وفي حضارات الشرق والغرب المعاصرة التي تدّعي -زورًا- أنّها رفعت من قيمة المرأة، وأعطتها حريتها: نجد أنّ النظرة إليها لم تتغير كثيرًا، فهي عند كبار فلاسفتهم أمثال "ديكارت" و"جان جاك روسو" تعتبر أدنى من الرجل، فهي "كائن جسدي غير عقلاني بالمرّة"، و"طبيعتها الأنثوية تنحصر في غرضي الجنس والإنجاب".

وتعيش المرأة عندهم واقعًا مريرًا يعكس هذه الفلسفة؛ حيث أُخرجت من بيتها وزُينت لها الحرية المطلقة بقصد استمتاع الرجال بها، واستُغِلّ جسدها للأغراض التجارية والدعائية، مما حطّ من قدرها، وسلبها شرفها. 

إضافة إلى أنّ الواقع يشهد أنّ المرأة عندهم محلّ عناية ما دامت قادرة على العطاء والبذل من يدها أو فكرها أو جسدها, فإذا كبرت وفقدت مقوّمات العطاء: تخلّى عنها المجتمع بأفراده ومؤسساته, وعاشت وحيدة في بيتها أو في دور الرعاية.

أمّا في الإسلام، فالمرأة مكرّمة كالرجل تمامًا: 

فهي مكرّمة كأم، وحقّها من أعظم الحقوق على أولادها، والإحسان إليها شرط لدخولهم الجنة.

ومكّرمة وهي زوجة، ومن معايير خيرية الرجل في الإسلام: حسنُ تعامله مع زوجته ومعاشرتها بالمعروف.

ومكرّمة وهي بنت أو أخت، ودخولُ الجنة جزاءُ من يحسن إلى بناته وأخواته.

ثانيًا: حجاب المرأة فُرض في الشرائع السماوية كلّها، وليس في الإسلام فقط! لكن المسلمات هنّ مَن يلتزمن بتعاليم شرع الله، ويرتدِيْنَ الحجاب الذي يتوافق مع فطرتهن السليمة التي لم تتغير أو تتبدل.

ومن الأدلّة على فرضية الحجاب في الشرائع الأخرى:

1- ما جاء في العهد القديم (التوراة)، في سفر التكوين، (24 : 64-65) من أنّ المرأة الصالحة تستر وجهها: "ورفعت (رفقة) عينيها، فلما رأت (إسحاق) نزلت عن الجمل * وسألت الخادم: من هذا الرجل الماشي في البرية للقائنا؟ فأجابها: هو سيدي، فأخذت (رفقة) البرقع وسترت وجهها".

2- وفي العهد الجديد (الإنجيل) نجد التشنيع على المرأة التي لا تغطّي شعرها، ففي رسالة كورنثوس الأولى، (11 : 6): "وإذا كانت المرأة لا تغطّي رأسها، فأولى بها أن تقصّ شعرها، ولكن إذا كان من العار على المرأة أن تقصّ شعرها أو تحلقه، فعليها أن تغطي رأسها".

3- ويعدّ التزام النساء في بعض الطوائف اليهودية بالحجاب، والتزام الراهبات النصرانيات به، وتصوير مريم عليها السلام بالحجاب؛ دليلًا على فرضه في هاتين الشريعتين.

ثالثًا: الحجاب في الشريعة الإسلامية:

1- لحجاب المرأة في الإسلام درجات:

فيجب عليها أن تستر جسدها كاملًا أمام الرجال الأجانب (غير المحارم)، قال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور: 31].

وهناك ستة معايير أساسية لهذا الحجاب هي:

أ. أن يستر كامل جسد المرأة، وبعض العلماء يرى أنّ الوجه والكفين غير داخلين فيما يجب على المرأة ستره.

ب. أن يكون اللباس فضفاضًا (لا يصف الجسد).

ج. ألا يكون اللباس شفافًا يكشف عما تحته.

د. ألا تكون في اللباس زينة، بحيث تكون فاتنة تجذب انتباه الرجال.

ه. ألا يشبه اللباس لباس الرجال الخاص بهم.

و. ألا يشبه اللباس لباس الكفار؛ أي لا ترتدي تلك الملابس التي تحدد أو ترمز إلى ديانات غير المؤمنين.

أمّا محارمها (وهم الرجال الذين يحرم عليها الزواج بهم حرمة أبدية كالأب والابن والأخ والعم والخال) فإنّها لا تحتجب عنهم، ويجوز لها أن تكشف ما يظهر غالبًا من جسدها كالرأس والوجه والعنق والذراعين والقدمين والساقين.

وحجابها أمام النساء كحجابها أمام محارمها، ومن العلماء من يرى أنّ الواجب ستر الصدر وما أسفل منه إلى الركبة، ومنهم من يرى أنّ الواجب ستره أقلُّ من ذلك.

2- المرأة المسلمة لا ترتدي الحجاب طوال الوقت (بعكس الراهبات مثلًا)؛ فالحجاب مرتبط بوجود الرجال الأجانب أو غيابهم، وفي حال عدم وجودهم فهي غير ملزمة بالحجاب إطلاقًا سواء كانت في بيتها، أو في مكان عملها الذي ليس فيه اختلاط، أو غير ذلك.

3- التزام المرأة المسلمة بالحجاب لا يعني أنّها لا تتزين ولا تلبس أنواع الثياب! بل هي مأمورة أن تلبس أجمل الثياب وأن تتزين وتزهو بجسدها لنفسها ومع زوجها. ويستحبّ لها أن تهتمّ بمظهرها وتتجمّل وتلبس ما تشاء من الثياب أمام قريباتها أو صديقاتها.

رابعًا: دلالات الحجاب وحكمته:

الحجاب ليس لباس جسد ترتديه المرأة المسلمة رغمًا عنها، بل هو نمط حياة في تعاملها مع الرجال الأجانب، وتعاملها مع نفسها جسدًا وروحًا.

وارتداء المرأة للحجاب يحقق لها غايات عظيمة، منها:

1- أنّ هذا اللباس الساتر الذي ترتديه المرأة المسلمة يحجبها عن عيون الناس الأجانب وتدخّلاتهم في جسدها وزينتها، ويعطيها القدرة على التعامل مع جسدها كما تشاء دون إكراه مباشر كإجبارها على لبس لباس معين، أو كشف شيء من جسدها، أو التزيّن بطريقة معينة. أو إكراه غير مباشر من خلال وضع معايير للجمال تتمثل في عارضات الأزياء وأهل الفن والسينما، مما يجعل المرأة مجبرة -بحكم نظر الناس إليها- إلى مسايرة هذه المعايير ومحاولة تقليدها رغم صعوبتها أو استحالتها.

2- والحجاب يقي المرأة والرجل من الوقوع في الزنا الذي حرّمه الله  في جميع الشرائع، وذلك من خلال سدّ الطريق إلى أهمّ مقدّماته ودواعيه وهو النظر إلى المفاتن والعورات، ويكون ذلك من خلال أمرين: 

أولهما: ستر المرأة عن أعين الرجال بالحجاب.

وثانيهما: أمر الرجال والنساء بغض البصر، قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ  وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ...} [النور:30-31].

3- كما أنّ الحجاب يدرأ عن المرأة التحرّش والتعرض للاغتصاب، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الأحزاب: 59]. فالحجاب قد فُرض على النساء حتى يُعرفن بأنّهن عفيفات متعفّفات، وهذا من شأنه أن يحميهن من التحرش بهن وإيذائهن؛ فالمرأة المحجّبة ترسل رسالة لمن حولها أنّها لا تُريد ولا تقبل أن يتدّخل أحد فيما سترته من جسدها، بخلاف المرأة التي ترتدي ملابس تكشف الأجزاء المغرية من جسدها، فإنّها ترسل دعوة غير مباشرة للجنس الآخر للتحرّش بها بعد إثارتهم جنسيًا!

أعلى معدلات الاغتصاب توجد في الولايات المتحدة: 

لما كانت معظم الدول الإسلامية تلتزم نساؤها بالحجاب الشرعي؛ كان الاغتصاب فيها شبه معدوم، وحتى عندما فرّطت بعض النساء في الحجاب الشرعي في الدول الإسلامية ما زالت معدلات الاغتصاب في أدنى مستوياتها، ولا مجال لمقارنتها بالدول الغربية.

فالولايات المتحدة الأمريكية -على سبيل المثال- تتقدّم على غيرها من دول العالم في معدلات الاغتصاب! فوفقاً لموقع (rainn.org) هناك حالة اعتداء جنسي كل (73 ثانية) حسب إحصاءات شهر 8/2020، ويشير الموقع إلى أنّ 5 فقط من كل 1000 مُغْتَصب سينتهي بهم الأمر إلى السجن؛ لأنّ كثيرًا من حالات الاغتصاب لا يتم الإبلاغ عنها إلى الشرطة أو يفرج عن المجرم لعدم اكتمال الأدلّة!

4- الحجاب يمنح المرأة شعورًا بالعزّة والكرامة والرِّفعة، وهذا الشعور نابع من:

أ. إحساسها بعناية الله تعالى بها، وحمايتها مما يتربّص بها من أخطار، فالحجاب قد فرض عليها لهذه الغاية.

ب. شعورها بكرامتها الإنسانية، حيث صارت مُصانة عن الانحطاط لدركات المادية الشهوانية التي يفرضها عليها السفور أو التعرّي.

ج. تقديرها لذاتها، فشخصيتها بالحجاب تمنحها العزة، وتفرض احترامها على الناس من حولها، ولا تسمح لأحد بتجاوز حدودها لا بالنظر ولا بغيره. 

5- الحجاب يؤدي إلى زيادة الإيمان وطهارة القلب: فالالتزام بالحجاب ينبع من إيمان المسلمة بالله تعالى، ويستند إلى تسليمها لحكمته البالغة في تشريعه، ويعني التزامها المطلق بطاعة ربها والبعد عن معصيته، وهذا كلّه يحقّق لها طهارة القلب وزيادة الإيمان.

كما أنّ المرأة المسلمة عندما تلتزم بالحجاب فإنّه سينعكس أثره على تصرفاتها الأخلاقية، وسلوكها الشخصي، فتكتسي بخُلُق الحياء الذي يدفعها لفعل الحسن ويمنعها من فعل القبيح.

كذلك فإنّ الحجاب -كما تقدّم- يقي الرجل والمرأة من افتتان أحدهما بالآخر، وفي هذا سلامة لقلبيهما، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}[الأحزاب: 53]. وهذا بالتأكيد ينعكس على المجتمع كله بجميع فئاته.

6- الحجاب يحقق السكينة والراحة النفسية، والسكينة والراحة النفسية التي تتحقق من خلال الحجاب تنتج عن الرضا عن الذات وتقديرها، والشعور بالأمان من الأخطار المحيطة، والحماية من التعرّض للفتن، كما تقدّم.

وتنتج كذلك عن السلامة من الضغوطات النفسية والاجتماعية الناتجة عن كون المرأة محلّ إثارة لمن حولها، أو محطّ أنظارهم وانتقاداتهم أو تحرّشهم.

أمر آخر في غاية الخطورة، وهو أنّ خلوّ العلاقة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها من الحواجز (كالحجاب وعدم الاختلاط أو الخلوة) يسمح بمقدار كبير من حرّية التعامل فيما بينهما، مما يؤدي إلى ازدياد الإثارة والولع الجنسي لدى كلّ منهما وعلى فترات طويلة من الزمن، وهذا يحوّل الرغبة الجنسية لديهما إلى عطش روحي وحاجة لا ترتوي، وهذا بدوره يؤدّي إلى القلق النفسي، والاضطراب العاطفي.

خامساً: لمَ لا يلزم الرجل بلبس الحجاب؟

قد يتساءل البعض: لماذا لم يفرض الحجاب على الرجل؟ ما دامت الفتنة قد تحصل بالرجل كما تحصل بالمرأة.

والإجابة على هذا السؤال من وجوه:

1- أنّ فرض الحجاب على الرجل والمرأة معًا فيه مشقة وحرج لا يخفى على أحد، فرفعت هذه المشقّة بفرض الحجاب على أحد الطرفين وهو المرأة؛ لأنّ الفتنة بها أعظم.

2- أنّ فرض الحجاب على الرجل دون المرأة لا تتحقق به الحكمة، فالمرأة هي التي تحتاج إلى حجاب؛ لأنّها مطلوبة من الرجل، فهو الذي يسعى وراها، فلو فُرض الحجاب على الرجل ولم يفرض على المرأة فإنّه سيراها سافرة، فيطلبها، ولا يغني الحجاب شيئًا.

3- أنّ غالب عمل المرأة ووقتها تقضيه في إدارة مملكتها الصغيرة (المنزل) حيث لا تحتاج إلى حجاب، بينما غالب عمل الرجل ووقته يقضيه خارج المنزل في العمل والسعي في الرزق .. ففرض الحجاب عليه غاية في المشقّة والحَرَج. لذا كان تشريع الحجاب على المرأة أليق باحتياجها وبمقدار الوقت التي ترتديه، ولا يؤثر في ذلك وجود بعض النساء ممن تخرج للعمل ساعات طويلة؛ لأنّ العبرة بالأعمّ الأغلب.

4- أنّ الرجل مأمور بستر العورة، والتجمّل باللباس الساتر، فعدم إيجاب الحجاب على الرجل لا يعني أن يخرج عاريًا أو نصف عارٍ! 

فالواجب على الرجل أن يستر ما بين السرّة إلى الركبة -على أقل تقدير- إذا كان بين الرجال.

وعليه أن يستر جسمه من كتفيه إلى الركبتين إذا كان في الصلاة، وإذا كان سيؤدي الصلاة في المسجد فعليه أن يتزيّن ويتجمل بأفضل اللباس. 

وعليه أن يستر جسده ولا يبرز زينته إذا كان هناك من يراه من النساء؛ لئلا يفتنّ به.

وعليه أن يراعي ما سبق أن بيناه في لباس المرأة من الضوابط: كأن لا تكون ثيابه ضيقة تكشف أعضاءه، ولا شفافة تظهر ما تحتها، ولا يكون فيها تشبّه بلباس النساء الخاص بهن، ولا أن يلبس لباس الكفار الذي يدل عليهم ويُعرفون به.

وبهذا يتبيّن أنّ حجابَ المرأة صيانةٌ وحمايةٌ، وتكريمٌ ورفعة لها، وهو رمزٌ لهويتها واستقامتها على دينها، وهو علامةٌ على حيائها وعفّتها وطهارتها وحشمتها؛ فللّه  الحمد على نعمة الإسلام وما أعظمها من نعمة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين