حوار مع الأستاذ عادل كنعان – الحلقة الأولى

مجد مكي: أيها المشاهدون الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نرحب بكم في هذا البرنامج الجديد الذي نستضيف فيه بعض أعلام مدينة حلب الشهباء، والكثير من الإخوة المشاهدين لم يروا أو يسمعوا ببعض هؤلاء الفضلاء الذين غيَّبهم نظام الإجرام والاستبداد منذ سنوات طويلة.

من هؤلاء الذين سنلتقي بهم في عدد من الحلقات نتعرف على مسيرة حياتهم وعلى عطائهم وأثرهم الأستاذ الكريم عادل محمد كنعان حفظه الله تعالى، ونبدأ في هذه الحلقة بالتعريف بهذا الأستاذ المربِّي الكريم من حيث التعريف بتاريخ مولده ونشأته ودراسته والتعريف بأسرته ولاسيما بوالده الكريم، ونترككم في هذه الدقائق مع أستاذنا عادل كنعان، فليتفضل مشكورا ليذكر لنا شيئا من تاريخ نشأته الأولى.

أ. عادل كنعان: بسم الله الرحمن الرحيم

ولدتُ في حلب عام ألف وتسعمائة وخمس وعشرين، ونشأت فيها، ووالدي كان دركيًّا، ومعنى الدركي الآن شرطيًّا، دخل مدرسة الشرطة فتخرج منها عريفًا، وأصبح رئيس مخفر، وتنقل في بلاد كثيرة، حتى جسر الشغور ومحنبل وإدلب أو حوالي إدلب، وكنا نذهب معه أحيانًا ويبقينا في حلب أحيانًا أخرى.

أما المدارس التي دخلت فيها، أول مدرسة دخلتها في الصف الأول هي مدرسة النجاة في حلب، إلى جانب جامع العثمانية قريبة جدًّا من جامع العثمانية، ولا تزال صورتها في ذهني حتى الآن الباحة والصفوف....

ثم انتقلت بعدها إلى إدلب؛ لأن والدي أصبح رئيسًا لمخفر محنبل التابع لجسر الشغور، فبقينا في إدلب عدَّة سنوات، وبالعلم أن والدتي هي من إدلب أيضًا لذلك كنا عشنا في إدلب مع أهل أمِّي، ولكن طبعًا المنازل مختلفة، لكن كنت أزورهم كثيرًا وخاصَّةً في الصيف أجلس عندهم، كان عندهم كَرْم وكان عندهم زيتون، فكنت أخرج معهم وكان هناك بيت هناك نجلس فيه أكثر أيام الصيف.

بعد ذلك في إدلب أخذت الشهادة الابتدائيَّة في سنة ألف وتسعمائة وثمانية وثلاثين، فاضطر والدي أن يأخذنا إلى حلب لنكون في المدارس الإعداديَّة والثانويَّة، وفعلًا انتقلنا إلى حلب فدخلت أولًا مدرسة الصناعة، وما أدري ما الذي رغَّبني فيها، فقضيت فيها السنة الأولى ونجحت إلى الصف الثاني.

في الصف الثاني كان لطلاب الصناعة مطالب كثيرة؛ لأن المدرسة كانت مهملة فقمنا بإضرابات طويلة الأمد بحيث استغرقت أكثر من نصف السنة ونحن نقوم بإضرابات ثم ازدادت. الإضرابات لم تنقطع أبدا فاضطرت الدولة لإغلاق المدرسة، فتشردنا، تركنا المدرسة وباعتبارنا من الصناعة وماضينا ليس حسنًا كانت أكثر المدارس الإعداديَّة والثانويَّة لا تقبلنا، وبالجملة أنا حاولت في التجهيز الثاني الذي كان مديرها عبد الله الخطيب أن أنتسب إليها فرفضوني، فماذا أعمل؟

هنا تذكرت أن خال والدي الشيخ حامد هلال كان أستاذًا في التجهيز الثاني للعلوم الشرعيَّة، فقلت لوالدتي: إن خالنا مدرس في التجهيز الثاني فلو توسط لي عند المدير ليقبلني، قالت: نعم.

فذهبت مع والدتي إلى بيت خال والدي الشيخ حامد هلال الذي كان مدرسًا للعلوم الشرعية في التجهيز الثاني، وكان مديرها عبد الله الخطيب، فرحَّب بنا ووافق أن يأخذني إلى المدرسة، ويحاول مع المدير أن يقبلني.

وفعلًا جرى ذلك، فذهبت معه إلى المدرسة وقصَّ له القصة وقال له: إن ابن أختي ولد صغير كان في الصف السابع والثامن فليس منه ضرر فأرجو لكرامتي عندك أن تقبله فقبلني، ودخلت الصف السابع وتدرَّجت في المدرسة حتى الصف التاسع وأخذت الكفاءة من التجهيز الثاني.

ثم انتقلت إلى التجهيز الأولى التي تسمَّى الآن المأمون ثانوية المأمون، كان اسمها التجهيز الأولى ما كان يوجد غيرها في البلد.

مجد مكي: إن شاء الله نحن الآن في هذه المرحلة سنتابعها في اللقاء القادم بعون الله تعالى، ونتابع هذه المسيرة وبداية هذا العطاء الذي ابتدأ بهذه المراحل التي تذكرها في الدراسة.

فإلى لقاء قادم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين