حوار خلف الكواليس

 

المشهد الراهن في الشرق الأوسط مشهد ملتبس تداخلت فيه الأدوار واختلط الحوار، حتى لم يعد المشاهدون يستطيعون فهم ما يجري على المسرح، وخلف الكواليس يشتد الجدل بين المخرج ( الولايات المتحدة ) وكاتب السيناريو (إسرائيل) وقد أتاحت لنا الظروف أن نسمع <طراطيش> من هذا الجدل ما جعلنا نفهم شيئاً مما يجري وكيف تسير بقية  فصول المسرحية، فكاتب السيناريو يريد إسناد دور البطولة لإيران التي ظلت إلى وقت قريب مجرد كومبارس، وإسناد دور البطولة لإيران من قبل كاتب السيناريو ليس لإيمانه بقدرات إيران الفنية، وانما في محاولة ماكرة منه لإفشال إيران أمام الجماهير ، فإسرائيل بطبيعة نشأتها لن تقبل ان ينافسها على دورها في المنطقة،  لهذا رأت  توريط ايران بهذا الدور في محاولة ماكرة تشبه ما فعلته الولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفياتي في القرن الماضي، حين استدرجته الى معارك هامشية هنا وهناك في مختلف أنحاء العالم، ما انتهى به الى الانهيار والتفكك، كذلك تحاول  إسرائيل ومعها الولايات المتحدة اليوم تكرار التجربة ضد ايران باستدراجها  إلى معارك عبثية هنا وهناك لاستنزافها  تمهيداً لإفشالها وتفكيكها  واستبعادها من الطريق كي لا تكون منافساً لهما في المنطقة التي تمثل مجالاً حيوياً لهما لا يريدان أن يشاركهما فيها أحد !

وللمسرحية فصول أخرى أكثر إثارة، فالمُخرج (الولايات المتحدة) وكاتب السيناريو (إسرائيل ) يعملان معاً لاحتواء مزدوج لكل من ايران ودول المنطقة في وقت واحد، ففي الوقت الذي  يعملان فيه على توريط ايران في معارك عبثية هنا وهناك لاستنزافها تمهيدا لإفشالها ودفعها للانسحاب من المسرح، في الوقت نفسه يعمل الاثنان لاستنزاف بقية دول المنطقة بتسليط ايران عليها وإثارة حروب طائفية مدمرة فيها، وبين هؤلاء واؤلئك تُستنزف المنطقة ويفتح المجال لإسرائيل والولايات المتحدة لتوسعة نفوذهما والسيطرة على المنطقة التي باتت على حافة الهاوية بفضل (الفوضى الخلاقة) التي هندسها صهاينة الولايات المتحدة !!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين