حماس والنظام السوري: مبادئ ومواقف

حماس والنظام السوري: مبادئ ومواقف

 

حسن خطاف

فاجأنا الأستاذ الدكتور أحمد الريسوني بمقاله ((حماس والنظام السوري: مبادئ ومواقف)) حول زيارة وفد حماس لنظام الأسد، وعُصارة ما يمكن قوله فيما نشره أنَّه بعيد عن الواقع السياسي المتعلقة بالمنطقة، ودليل صحة هذه المقدّمة أنَّ ما قتله النظام السوري بدعم من مليشيات طهران يتجاوز عشرات أضعاف ما فعلته الصهيونية بفلسطين وهذا باعتراف قادةٍ من حماس، ومن عنده أدنى معرفة بالواقع يعلم أنَّ حماس أُكرهت من قبل طهران لإعادة العلاقة من نظام الأسد، فالأسد لن ينفع حماس سياساً لأنه معزول، ولن ينفعها عسكرياً لأنه نظام خائن فهو أكبر حامٍ للصهيونية فأبوه حافظ سلّم الجولان بوثائق معروفة، ومن المعلوم أنَّ عدم إسقاط الأسد ليس فقط لأن إيران وراءه بل لم يجدوا بديلاً يحمي الصهاينة أكثر منه، وقد قالها النظام عندما بدأت الثورة ((إذا سقطت سورية ستذهب إسرائيل)) فكيف يكون الخائن مناصراً لقضية القدس! وأيضا لن يساعدها اقتصاديا لأن الدولار الواحد $ هو 5300 ليرة سورية، فالنظام السوري لولا المخدرات لسقط اقتصادياً أو كادَ. ولا أدري إذا كان الدكتور يعرف أنَّ عدد المهجرين السوريين أكثر من 15 مليون؟

لا يُراد من حماس أن تقاتل النظام - مع أن دماء المسلمين وأعراضهم واحدة-  ولكن لا تسعى أخلاقياً من إعادة تدويره على حساب الثّكالى والمغتصبات وملايين الشهداء والمهجرين وتكون سبباً في تطاول المشروع الإيراني.

المسألة ليست تهور وتشنج، المسألة أنَّ المشروع الإيراني قادمٌ – بدعم خارجي- ذهبت سورية والعراق ولبنان واليمن ...

وأنا أسأل كما سأل البعض لو أنَّ هذا الوفد توجه إلى الصحراء الغربية المتنازع عليها مُقابل الحصول على دعمٍ مالي هل سيكون هذا الموقف هو نفسه!

هناك أسئلة غريبة صدرت في المقالة وسأقف عند بعضها:

** (( حماس ليس لها الآن إلا عدو واحد: هو العدو الصهيوني، وهو الاحتلال. وليس لها إلا معركة واحدة هي معركة المواجهة مع الكيان الصهيوني، وتحرير فلسطين من براثنه)) هل هذا الانطلاق من جانب سياسي أم شرعي ... عدو المسلمين واحد، وبناء على كلامكم يمكن القول إن عدو السوريين واحد وهو نظام بشار وهذا يجيز لنا وفق هذه المقالة أن نمد اليد نحو الصهيونية ونأخذ سلاحاً لمحاربة نظام الأسد!

** ((بعد الزيارة التي قام بها إلى دمشق وفد يمثل عشرة من فصائل المقاومة الفلسطينية، والتقوا فيها مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، استعَرَت الحملة ضد حماس وحدها، بل كثيرون نشروا الخبر بأن “وفدا من حماس” زار دمشق والتقى بالرئيس السوري.. وهكذا تم تحريف الخبر وتغييب تسعة من الفصائل الفلسطينية الأخرى، لكي يتم الاستفراد بالفصيل العاشر (حماس)، والتشنيعُ عليه وحده.. وهذا مسلك غريب متكرر: الهجوم ينصب على حماس وحدها، بينما معظم الفصائل الفلسطينية، أو كلها، لها علاقات طبيعية، أو جيدة، مع النظام السوري!؟)) لا أدري هل هذا سؤال؟. فإنْ كان كذلك فلا يخفى الجواب أنَّ حماس هي رأس الحربة في فلسطين فإذا مالت مال البقية، وأنَّ حماس بحماسها الديني يُتوقع أن لا تفعل هذا، وأنَّ بعض الفصائل كانت معروفة بعلاقتها بخلاف حماس.

** ((المساعدات المرفوضة هي فقط تلك المرهونة بشروط ومطالب سياسية أو مذهبية، أو بما يضر القضية الفلسطينية.. وإيران وغيرها في ذلك سواء)) أليس تواصل حماس مع نظام الأسد هو إكراه سياسي مع إيران! هل هناك شخص يعطي من غير مقابل!

أكتفي بهذا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين