حلب ألم التدمير .. و .. أمل التعمير

لم تعرف حلب المحروسة خ?ل تاريخها عبر آ?ف السنين حالة من التدمير الممنهج كالتي شهدتها منذ خمسة أعوام و?زالت تشهدها . ( وأنا أركز على كلمة التدمير وليس الدمار ..?ن الدمار قد يكون بفعل عارض طبيعي كالزلزال أو ا?وبئة . أما التدمير فعو فعل عن سابق عمد وإصرار ) .

   وقد عرفت حلب الحالتين : الدمار بالز?زل وأخطرها عام 1138 م . ثم 1822 م . وكثيرا من ا?وبئة والطواعين . والتدمير بالعدوان الخارجي . ومن ابز أشكاله : 

- ريموش ا?كادي 2525 ق . م

- سلمنصر ا?شوري 853 ق .م

- قورش الفارسي   540 ق . م

- بومبيوس الروماني  64   ق . م

- أنو شروان الفارسي 540 م

- نقفور البيزنطي      962 م

- هو?كو المغولي    1260 م

- تيمورلنك المغولي  1400 م

وهذه المرات السابقة من التدمير لم نكن الحروب تطول فيها كثيرا وكانت ا?سلحة فردية بدائية .

أما اليوم فقد دخلنا العام السادس مع صنوف ا?سلحة المدمرة الفتاكة .. ومن هنا وجه المقارنة .

   وعلى الرغم من أن التدمير لم يوفر أثرا أو عمرانا أو مصانع أو مساكن .. ولكنني سأتوقف عند ث?ثة معالم يمثل كل منها مدينة حلب . وتنفرد به على مستوى العالم . وبمجرد رؤية صورته تعرف أنك في حلب .

  1 - قلعة حلب .. سيدة ق?ع العالم تاريخا وحجما ودورا مؤثرا . ولحسن الحظ فإن القلعة نفسها لم تتعرض لدمار ذي بال . ولكن محيطها ا?ثري تم تدميره بتصميم وإصرار . ومن أبرز ما في محيطها : ( خان الشونة . الخسروية . السلطانية . حمام يلبغا . قناق أبي الهدى . حمام باب ا?حمر . سبيل الحسبي . جامع الحموي . دار الحكومة . المشفى الوطني "فندق كارلتون")والقلعة بيضاوية الشكل : طولها عن السفح 550 م وعرضها 350 م و

. وفي ا?على 375 م طو? و275 م عرضا .ويعود عمرها ا?ثري إلى ا?لف الخامس ق . م . وفيها معبد كبير ا?لهة "حدد" وبجانبه ا?لهة "عشتار". ويعود المعبد إلى ا?لف الثالث ق . م .

وكان حدد الحلبي كبير آلهة الشرق ا?دنى ومعه عشتار الحلبية .

2 - أسواق حلب المسقوفة الفريدة في العالم . ويعود تاريخها إلى القرن الرابع ق . م . وتتألف من سوق محوري يمتد من باب انطاكية حتى سوق الزرب ويتفرع عنه 38 سوقا بشكل رقعة شطرنجية . وتحمل ا?سواق غالبا تسميات مهنية مثل ( سوق الصوف . القطن . العطارين . الصياغ . الصابون . الحبال . الجوخ ... )

وا?سواق تضج بالحيوية وفيها المساجد والحمامات والخانات والقساطل .. ويعود أكثر شكلها الحالي الى العصرين المملوكي والعثماني . وتمتاز اسواق حلب بسقوفها الحجرية ووظيفتها في التهوية وا?نارة .. ولو وضعت على صف واحد لبلغ طولها 14 كم . وهي بذلك أطول سوق مسقوف في العالم  .

3 - الجامع ا?موي في حلب ويعود تاريخه لعام 98 للهجرة . 717 م . وتأتي فرادته المعمارية من مئذنته التي تعد من أجمل مآذن العالم ا?س?مي . ارتفاعها 46 م . وهي مربعة ضلعها 4.95 م . ولها ستة أشرطة كتابية تؤرخ بناءها في الفترة السلجوقية قبل ألف سنة تقريبا . ?ن المئذنة ا?موية هدمها نقفور 962 م .

ولعل تدمير هذه المئذنة الفريدة اليوم يعتبر كارثة معمارية وتاريخية وحضارية .

4 - وا?ن .. يحق لنا أن نتساءل : متى نبدأ تعمير تلك ا?ماكن مع كل حلب المدمرة .. ومن سيقوم بذلك .. ومن سيخطط ويضع البرامج .. 

إنه سؤال خطير ينتظر أبناء البلد المخلصين الخبراء لينهضوا بهذا العبء .. والعمائر المدمرة موثقة ومؤرشفة ومخططاتها محفوظة .

ولكننا نحذر من لصوص ا?زمات وتجار الحروب الذين لديهم مخططات أخرى من ا?براج وا?سواق الحديثة مما يلغي شخصية المدينة وتاريخها وخصوصيتها العالمية . وهذا لن نقبل به مطلقا تحت أي ظرف .

  حلب المحروسة الحبيبة .. متى يتوقف تدميرك لكي نبدأ بتعميرك .. وأبناؤك أهل لذلك .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين