حكم الوقوف للعلم ووضع الزهور على القبور

نص الاستشارة :

ما حكم الوقوف أمام العلم الوطني والتمثال؟ وما حكم وضع إكليل الزهور على تمثال الرئيس الذي مات؟ وما حكم وضع الزهور على تذكار الشهداء؟ هل فيهن شرك أم بدعة؟ أرجو أن تجيبوا بالتفصيل.

الاجابة

الأصل في انتماء المسلم إنما هو للإسلام ولبقاع الإسلام في شتى أرجاء الأرض، وليس لحدود الوطن فحسب. والدفاع عن الوطن ونصرته إنما تكون بخدمته بشتى أنواع الخدمات (علمية – اجتماعية – مدنية، ... الخ) والدفاع عنه إذا هجم عليه عدو، ونحو ذلك، ولا تكون بالشعارات أو رفع الأعلام.

والأصل أن الإنسان في فطرته له ميل إلى حب موطنه، وكذلك الانتماء إليه، والأمر بهذا الحد معقول مقبول شرعاً، لكن مع المبالغة في ذلك قد يطغى الأمر على واجبات هي أهم وأولى، فيكون حينئذ الانتماء إلى الوطن فحسب ويضعف الانتماء إلى الأمة الإسلامية، وقد يصل بالإنسان إلى حد العصبية أو الدعوة إلى قومية معينة. فالأولى الابتعاد عن هذه الطقوس لما قد تؤدي إليه من مفاسد أو محاذير شرعية. وعلى المسؤولين أن يرأفوا بالمسلمين فلا يلزمونهم بأمور توجب الحرج الشرعي عليهم.

أما الوقوف أمام التماثيل فلا يجوز، فضلا عن أن صنع التماثيل محرم من أساسه. وإذا وقف المسلم أمام التمثال مكرهاً مجبرا، ولا يقصد التعظيم لصاحب التمثال فالحرمة تندفع بوجود الإجبار.

أما وضع الزهور على قبور المسلمين فلا حرج عند عدد من الفقهاء، لكن لا يبالغ في ذلك لما فيه من الإسراف وهدر المال.

واستدلَّ الفقهاء الذين أجازوا ذلك بما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة، ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين، فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا، أو إلى أن ييبسا" [أخرجه البخاري ومسلم] .

قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الكبرى (شافعي): (استنبط العلماء من غرس الجريدتين على القبر، غرس الأشجار والرياحين على القبر.) ا.هـ

وقال صاحب الفتاوى الهندية (العالماكيرية): (وضع الورود والرياحين على القبور حسن، وإن تُصدق بقيمة الورد كان أحسن، كذا في الغرائب).


التعليقات